Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Yayıncı
دار الأدب الاسلامي
Baskı Numarası
الأولى
Türler
ثُمَّ أَسْلَمَ مَعَ زَيْدٍ جَمِيعُ مَنْ صَحِبَهُ مِنْ قَوْمِهِ.
وَلَمَّا هَمَّ زَيْدٌ بِالرُّجُوعِ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى دِيَارِهِمْ فِي ((نَجْدٍ))، وَدَّعَهُ النَّبِيُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَالَ:
(أَيُّ رَجُلٍ هَذَا؟!...
كَمْ سَيَكُونُ لَهُ مِنَ الشَّأْنِ لَوْ سَلِمَ مِنْ وَبَاءِ المَدِينَةِ!!).
وَكَانَتِ المَدِينَةُ المُنَوَّرَةُ آنَذَاكَ مَوْبُوءَةً بِالحُمَّى، فَمَا إِنْ بَارَحَهَا زَيْدُ الخَيْرِ، حَتَّى أَصَابَتْهُ، فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ:
جَنِّبُونِي بِلَادَ ((قَيْسِ))، فَقَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا حَمَاسَاتٌ(١) مِنْ حَمَاقَاتِ الجَاهِلِيَّةِ، وَلَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ مُسْلِمًا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
تَابَعَ زَيْدُ الخَيْرِ سَيْرَهُ نَحْوَ دِيَارِ أَهْلِهِ فِي ((نَجْدٍ))؛ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ وَطْأَةَ الحُمَّى كَانَتْ تَشْتَدُّ عَلَيْهِ سَاعَةً بَعْدَ أُخْرَى؛ فَقَدْ كَانَ يَتَمَنَّى أَنْ يَلْقَى قَوْمَهُ، وَأَنْ يَكْتُبَ اللَّهُ لَهُمُ الإِسْلَامَ عَلَى يَدَيْهِ.
وَطَفِقَ يُسَابِقُ الْمَنِيَّةَ وَالْمَنِيَّةُ تُسَابِقُهُ؛ لَكِنَّهَا مَا لَبِثَتْ أَنْ سَبَقَتْهُ، فَلَفَظَ أَنْفَاسَهُ الأَخِيرَةَ فِي بَعْضِ طَرِيقِهِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ إِسْلَامِهِ وَمَوْتِهِ مُتَّسَعٌ لِأَنْ تَقَعَ فِي ذَنْبٍ (٥).
(١) حَمَاسَات الجاهلية: ما كان يحدث بينهم من حروب.
(*) للاستزادة من أخبار زَيْدِ الخَيْرِ انظر:
١- الإصابة: ٥٧٢/١ أو (الترجمة) ٢٩٤١.
٢- الاستيعاب (بهامش الإصابة): ١/ ٥٦٣
٣- الأغاني: (انظر الفهارس).
٤- تهذيب ابن عساكر: (انظر الفهارس).
٥- سمط اللآلئ: (انظر الفهارس).
٦- خزانة الأدب للبغدادي: ٤٤٨/٢.
٧- ذيل المذيل: ٣٣.
٨- ثمار القلوب: ٧٨.
٩- الشعر والشعراء: ٩٥.
١٠- حلية الأولياء: ٣٧٦/١.
١١- حسن الصحابة: ٢٤٨.
134