ما يعرف الليل إلا ... إلف يعانق إلفا وتقول: فلان أنم من الصبح (1) وأقود من الليل (2) ، ومنه أخذ ابن المعتز قوله (3) :
لا تلق إلا بليل من تواعده ... فالشمس نمامة والليل قواد
كم من محب أتى والليل يستره ... (4) لاقى الأحبة والواشون رقاد وقد حسن أبو الطيب هذا المعنى وأزال عنه هجنة لفظتي نمام وقواد فقال (5) :
أزورهم وظلام الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي فصار أحق بالمعنى ممن أخذه منه، وقال العلماء فيه: أخذ عباءة وأعطى ديباجة (6) .
126 -
اجتمع بغرناطة (7) محمد بن غالب الرصافي الشاعر (8) ومحمد بن عبد الرحمن الكتندي (9) الشاعر وغيرهما من الفضلاء الرؤساء فأخذوا في أن يخرجوا لنجد أو لحور المؤمل، وهما من أشرف متنزهات غرناطة، وكان الرصافي قد أظهر الزهد وترك الخلاعة، فقالوا: ما لنا غنى عن أبي جعفر بن سعيد (10) فكتبوا إليه:
Sayfa 41