ومن دونها طود من السمر شامخ ... إلى النجم أو بحر من البيض متأق
وأسود لا تبدو به النار حالك ... وبيداء لا تجتازها الريح سملق قوله: " لا تبدو به النار " من أعجب المبالغة، مع اختصار لفظ وجزالة معنى.
وذكر ابن رشيق (1) في " أنموذج الشعراء بأفريقية " أن عبد العزيز بن خلوف أخذ هذا المعنى من محمد بن إبراهيم، وذكر له حكاية لطيفة قال: كان لمحمد بن إبراهيم هذا محبوب فماحكه فيه عبد أسود اسمه خلف، فقطعه عنه، فماحكه فيه عبد آخر اسمه فرج، فعمل أبياتا مشهورة بالقيروان أولها:
أي الهموم عليه اليوم لم أعج ... وأي باب من الأحزان لم ألج
تأملوا ما دهاني تبصروا قصصا ... ظلامها ليس يمشى فيه بالسرج هذا موضع الاستشهاد.
ما نالني الخلف إلا وهو من خلف ... وعاقني الضيق إلا وهو من فرج
حتى لقد صار كافور المشيب هوى ... أشهى لنفسي من مسك الصبا الأرج 62 - النابغة الذبياني في طول الليل (2) :
كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تقاعس حتى قلت ليس بمنجل ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب الذي يرعى النجوم: الصبح، استعار له اسم الراعي لكونه يأتي معقبا وراء النجوم.
63 -
شاعر:
ألا هل على الليل الطويل معين ... إذا نزحت دار وحن حزين
أكابد هذا الليل حتى كأنما ... على نجمه أن لا يغور يمين 64 - آخر (3) :
Sayfa 27