239

Beş Duyunun Erkişleri ile Ruhun Mutluluğu

سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

Soruşturmacı

إحسان عباس

Yayıncı

المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بناية برج الكارلتون - ساقية الجنزير ت: 312156 - 319586 - برقيا موكيالي - بيروت ص. ب: 11/ 5460 بيروت-لبنان

Baskı

1، 1980

687 -

دخل أعرابي خراسان فلحقه الشتاء فأقام بسمرقند، فلما طاب الزمان عاد إلى وطنه، وكان ينزل البصرة، فسأله أمير البصرة عن خراسان فقال: جنة في الصيف وجهنم في الشتاء؛ فقال له: صف لي الشتاء بها، فقال: تهب الرياح، وتضجر الأرواح، وتدوم الغيوم، وتكثر الغموم، وتسقط الثلوج ويقل الخروج، وتغور الأنهار، وتجف الأشجار، فالشمس مريضة، والعين غضيضة، والوجوه عابسة، والأغصان يابسة، والمياه جامدة، والأرض هامدة، يفترشون اللبود، ويلبسون الجلود، نيرانهم تثور، ومراجلهم تفور، لحاهم صفر من النيران، وثيابهم سود من الدخان، والمواشي من البرد كالفراش المبثوث، والجبال من الثلج كالعهن المنفوش، فأما من كثرت نيرانه، وثقل ميزانه، فهو في عيشة راضية، وأما من قلت نيرانه، وخف ميزانه، فأمه هاوية، وما أدراك ما هيه، نار حامية، فقال له الأمير: ما تركت عذابا في الاخرة إلا وصفته لنا في الدنيا.

688 -

وكان عمر رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهد الناس، وكتب إليهم بالوصية، إن الشتاء قد حضر وهو عدو، فتأهبوا له أهبة من الصوف والجباب والجوارب والخفاف المنعلة، واتخذوا الصوف شعارا، والقطن دثارا، فإن البرد عدو سريع دخوله، بعيد خروجه.

689 -

قال كعب الأحبار: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام أن تأهب لعدو وقد أظلك، قال: يا رب من عدوي وليس يحضرني، قال: بلى، الشتاء.

690 -

قال الأصمعي: كانت العرب تسمي الشتاء الفاضح.

691 -

وقيل لامرأة منهم: أيما أشد عليك القيظ أم القر؟ قالت: يا سبحان الله من جعل البؤس كالأذى؟! فجعلت الشتاء بؤسا والقيظ أذى.

692 -

قال يحيى بن صالح: كنا نأتي إسماعيل بن عياش فيكرمنا ويبرنا ويقدم لنا من الفواكه ما يتخيره ويقول: كلوا فإن الله تعالى وصف الجنة بصفة الصيف لفواكهها، لا بصفة الشتاء، فقال عز وجل (في سدرمخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة) .

693 -

خرج مسعر بن حزام يوما فإذا أعرابي في الشمس يقول:

جاء الشتاء وليس عندي درهم ... ولقد يغص بمثل ذاك المسلم

Sayfa 240