الكثيرة والعمارة الدائمة وكان أهله قوم سوء وطوله نحو اثنا عشر يوما وسكانه مستطيلين على من جاورهم من البربر وغيرهم فهلكوا وأتى الله بنيانهم من القواعد (3)، ولباغاى طريق يأخذ الآخذ على بلزمه الى نقاوس الى طبنه (4) ويتصل هذا الطريق بطريق مجانه الى تيجس فيمر عليه الى بونه ومن أحب فيه من تيجس الى القسطنطينية (5) الى ميله الى سطيف الى المسيلة وصل اليها ومن أراد من سطيف الى حائط حمزة الى اشير بلد زيرى كان أقصد له إن كان يريد المغرب، (38) ومن باغاى الى دوفانه قرية من جبل اوراس لها سكان من اللهان وكان البلد لهم ولبنى عمهم من اللهان مرحلة، ومنها الى دار ملول وكانت مدينة قديمة فرزحت أحوالها وصارت منزلا ينزله المجتازون وفيها مرصد قديم على جميع ما يجتاز بها وماؤها من عين بها مرحلة، ومنها الى طبنه مدينة قديمة وكانت عظيمة كبيرة البساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير ولها سور من طابية مرحلة وأهلها قبيلتان عرب وبرقجانه وأكثر غلاتهم السقى ويزرعون الكتان وجميع الحبوب فيها غزيرة كثيرة وكانت وافرة الماشية من البقر والغنم وسائر الكراع والنعم فحدث بينهم البغى والحسد الى أن أهلك الله بعضهم ببعض وأتى على نعمهم فصاروا بعد السعة والدعة الى الضيق والذلة والصغار والشتات والقلة مشردين فى البلاد مطرحين فى كل جبل وواد وبقيتهم صالحة، ومن طبنه الى مقره منزل فيه أيضا مرصد مرحلة، ومن مقره الى المسيلة مرحلة وهى مدينة محدثة استحدثها على بن الاندلسى أحد خدم آل عبيد الله وعبيدهم (20) وعليها سور حصين من طوب ولها واد يقال له وادى سهر فيه ماء عظيم منبسط على وجه الأرض وليس بالعميق ولهم عليه كروم وأجنة كثيرة تزيد على كفايتهم وحاجتهم ولهم من السفرجل المعنق ما يحمل الى القيروان
Sayfa 85