(8) وأعمال نصيبين أربعة أرباع ولكل ربع منها عامل وحضرت فى سنة ثمان وخمسين وقد رفع تقديرها على توسط الى أبى تغلب الغضنفر (2) بالموصل فكان حاصل دخلها من حنطة وأرز وشعير وحبوب عشرة آلف كر وأخرج تقويم أسعارها على خمس مائة درهم الكر فكان المال عند التقدير المذكور خمسة آلف ألف درهم، ورفع لها من الجماجم عن جواليها ولوازمها مع الزيادات فيها فكانت خمسة آلف دينار، ورفع لها عن عشور أموال اللطف وهى (7) ضرائب الشراب (8) خمسة آلف دينار، ورفع القوانين المأخوذة من عراصها عن الغنم والبقر والبقول والفواكه خمسة آلف دينار، وما يقبض من الطواحين فى القصبة والضياع المقبوضة والمشتراة وغلات العقار المسقف من الخانات والحمامات والحوانيت والدور سته عشر ألف دينار، [63 ظ] وكانت أعمال دارا فى الربع الشمالى وطور عبدين أيضا وهو من أعظم رساتيقها، ورفع تقدير رستاق ابنين (12) وهو مجاور لطور عبدين وكان لسيف الدولة بألفى كر حبوبا فقومت بألف ألف درهم، ورفع عصيرها وأسقاؤها (14) وجماجمها وعراصها وطواحينها بثلثين ألف دينار، وهذا على أن البلد قد خرب وناسه قد هلكوا ليوبق الله متلى ذلك بما أملى له وأسسه من ظلمه وجوره، (9) وبنصيبين عقارب قاتلة موصوفة مشهورة، وبالقرب منها جبل ماردين ومن قرار الأرض الى ذروته نحو فرسخين وعليه قلعة [لحمدان ابن الحسن بن عبد الله بن حمدان] تعرف بالباز الأشهب لا يستطاع فتحها عنوة وبنواحيها حيات موصوفة تفوق الحيات فى سرعة القتل ومضاء المنية وبجبل ماردين جوهر للزجاج الجيد ويحمل منه الى سائر بلدان الجزيرة والعراق وبلد الروم فيفضل على ما سواه بجوهرية فيه، (10) وأما الموصل فمدينة على غربى دجلة صحيحة التربة والهواء وشرب أهلها من مائها وفيها نهر يقطعها اتخذه بنو أمية فى وسطها وبين
Sayfa 214