على البحر ثغر لأهل حمص فيه مصحف عثمن بن عفان وعليه سور من حجارة يمنع أهلها من بادية (2) وقصدها من الروم استباحة وقد نجوا غير مرة من الروم لقلة اكتراثهم بما فى البلد ورزوح حال أهله ولم يقف نقفور عليه لهذا من سبب، وشيزر وحماة مدينتان صغيرتان نزهتان كثيرتا المياه والشجر والزرع والفواكه والخضر حصينتان فى ذاتهما لذاتهما، (11) وجند قنسرين فمدينتها حلب وكانت عامرة غاصة بأهلها كثيرة الخيرات على مدرج طريق العراق الى الثغور وسائر الشأمات وافتتحها الروم [وكان الروم قد افتتحها فى تأريخ ثلثمائة ونيف وسبعين] (8) مع سور عليها حصين من حجارة لم يغن عنهم من العدو شيئا بسوء تدبير سيف الدولة وما كان به من العلة فأخرب جامعها وسبى (10) ذرارى أهلها وأحرقها، ولها قلعة غير طائلة وقد عمرت وقتنا هذا ولجأ اليها فى وقت فتح حلب قوم فنجوا (12)، وهلك بحلب [53 ظ] وقت فتحها من المتاع والجهاز للغرباء وأهل البلد وسبى منها وقتل من أهل سوادها ما فى إعادته على وجهه إرماض لمن سمعه ووهن على الإسلام وأهله، وكان لها أسواق حسنة وحمامات وفنادق كثيرة ومحال وعراص فسيحة ومشايخ وأهل جلة، [وهى الآن فى زماننا وهو تأريخ نيف وسبعين وخمس مائة للهجرة أحسن مما كانت قديما وأكثر عمارة مأهولة بالمشائخ والرؤساء وأما قلعتها فهى حصينة منيعة فى غاية الإحكام لا يقدر عليها،] (18) وهى الآن (19) بخسة أميرها ودناءة نفسه مملوكة من جهتين إحداهن أنها فى قبضة الروم مجزية يؤدى كل إنسان عن داره ودكانه جزية والثانية (20) أن أميرها إذا وردها متاع من خسيس ونفيس اشتراه من جالبها وباعه هو لأهلها على أقبح صورة وأخس جهة وما يستثار بها من خل وصابون فهو يعمله ويبيعه وليس بها مبيع ولا مشترى
Sayfa 177