Surah Al-Qasas: An Analytical Study
سورة القصص دراسة تحليلية
Türler
والذي أراه أَنَّ الراجح هو رأي من قال إن الجملة (قسم) بدلالة الباء في
(بما) وليس استعطافًا دعائيًا وإن احتملت الجملة ذلك، وسبب ترجيحنا لكون (بما أنعمت) دعاء هو أن الباء باء القسم التي تجر (ما) في كلّ حالاتها.
﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ «١»
قال مكي بن أبي طالب: " (خائفًا) خبر (أصبح) وإن شئت على الحال، و(في المدنية) خبر " «٢» .
وقال ابن الأَنْبَارِي: " (خائفًا) منصوب لأنه خبر (أصبح)، ويجوز أن يكون (في المدينة) خبرها، و(خائفًا) منصوب على الحال " «٣» .
قال السمين الحلبي: " (يترقب) يجوز أن يكون خبرًا ثانيًا وأن يكون حالًا ثانية، وأن يكون بدلًا من الحال الأولى، أو الخبر الأول، أو حالًا من الضمير في (خائفًا) فتكون متداخلة. ومفعول (يترقب) محذوف، أي: يترقب المكروه أو الفرج أو الخبر هل وصل لفرعون أم لا؟ " «٤» .
ونحن نرجح الرأي الذي يجعل الجملة حالية لأنها أقوى في دلالة المعنى من كلّ الآراء الأخرى، لأن الحال يدلّ على الاستمرارية في كون فترة بقائه (﵇) في المدينة كلّ الوقت بخوف وتوجس، فلو أعربناها صفة لكان المعنى أَنه خاف مرة وترقب مرة، وهذا ما لا يدلّ عليه النصّ القرآني.
﴿فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ﴾ «٥»
(١) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ١٨. (٢) مَشْكِل إِعْرَاب القُرْآن: ١/ ٥٤٢. (٣) البَيَان فِي غَريب إعْرَاب القُرْآن: ٢ /٢٣٠- ٢٣١. وينظر إعراب القرآن (النَّحَّاس): ٢/ ٥٤٧. (٤) الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣٦. (٥) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ١٨.
1 / 77