Dünya Sandığı
صندوق الدنيا
Türler
فأدركت أن وراء هذا السؤال أمرا، وقلت: «نعم. شأنه شأن كل عضو آخر.»
قالت: «فما لفلانة المعلمة لا تكف عن الكلام في ليل أو نهار؟»
والخلاصة: أنني أشك في أن آدم هو الذي سمى الأشياء. وما أظن إلا أن حواء هي التي يرجع إليها الفضل في ذلك، فما أحسبها تركت له فرصة يفتح فيها فمه ولا سيما إذا ذكرنا أن آدم كان الإنسان الوحيد الذي كانت تستطيع أن تكلمه في الجنة، وأنه لم يكن معها سواه فكيف استطاع أن يجد الوقت اللازم للتفكير فيما يناسب الحيوان والنبات من الأسماء؟! بل ما أظن أن آدم قد أكل من الشجرة المحرمة؛ لأن حواء أغرته أو لأن الشيطان وسعه أن يزين ذلك له، بل لأن الأكل من هذه الشجرة له عواقبه، ومنها الموت وانتفاء الخلود ، وتلك وسيلة للخلاص يمكن ارتقابها مع الصبر. فما أعظمها من تضحية يجب أن نذكرها لأبينا الشيخ المسكين! •••
أما محادثة الصم فشيء آخر مختلف جدا، هي صياح من جانب وبعثرة من الجانب الآخر، وأعني بعثرة المواضيع التي يمكن أن يدور عليها الحديث زمنا معقولا؛ إذ لا سبيل إلى حصر الذهنين في موضوع واحد وقتله - أعني قتل الموضوع - ولنضرب مثلا: تضع يدك إلى جانب فمك وتصيح في أذن صاحبك: «متى اشتريت هذه النظارة؟»
فينظر إليك أولا كأنما يريد أن يقرأ في عينك أو في وجهك كله ما سمع، ثم يقول بصوت لا تكاد تسمعه ولعله يحسب أنه يصيح مثلك: «أي نعم وزارة المعارف.»
فتصيح مرة أخرى وتصنع من كلتا يديك بوقا لأذنه. «النظارة. النظارة. أنا أسأل عن النظارة.»
فيقول: «آه. ربما. ربما. فإن الأزمة حقيقة حادة.»
ويخطر لك أن تغير الحديث فتصب هذه الصيحة في أذنه أو تطلقها في الهواء، سيان: «هل قرأت مقالتي الأخيرة؟»
فيقول: «لعنة الله عليها لقد كادت تخنقني. وقد غشني من مدحها لي.»
فتبدي أمارات الدهشة وتلعنه بصوت عادي فيقول: «لا تعجب فإنها جهة مشبعة بالرطوبة، والبعوض فيها كالنحل. كلا. لقد شبعت من المنيرة وسأنتقل إلى جهة أخرى.»
Bilinmeyen sayfa