60

Sun Yat-sen

سن ياتسن أبو الصين

Türler

ولما هب النائمون وفتحوا أعينهم على ميادين الاستعمار كانت الصين أقرب ما تناولوه، فتناولوا منه ما قدروا عليه ...

هبت روسيا واليابان لسباق الاستعمار بعد منتصف القرن التاسع عشر الذي عرف بالهجمة الاستعمارية الكبرى، وعلمت روسيا أن الاقتراب من الهند غير مأمون العاقبة، فلم تجد أقرب إليها من الصين.

أما اليابان فلا خيار لها في القربى، وإنما تأخر بها الزمن ولم يتأخر بها المكان، فانتهبت نصيبها مع المنتهبين.

كل هذا والدنيا لا تستغرب أخبار هذه المنهبة العالمية، فكل ما جاء منها فهو مكسب للبشرية من تلك المجاهل الغريبة، وكل مأخوذ فهو حق مباح .

ذلك من حظ الصين أو من سوء حظ الصين.

وبقيت في المكيال بقية تبرعت بها الدولة الصينية على غير قصد منها، فلم ينقل الناقلون عنها إلا كل غريب يسوغ تلك النظرة الغريبة، ويملي للقوم في الاستباحة والانتهاب.

وكانت هجمة بغير عنان، ثم توقفت على كره من الهاجمين، وتجمعت الدواعي من شتى الجهات لتوقيف ذلك الهجوم.

فأول هذه الدواعي أن الهاجمين على الغنيمة أشفقوا أن يتنازعوا عليها، فتريثوا على قلق وارتقاب.

وجاء الداعي الأهم بعد هذا من قبل الولايات المتحدة خوفا على ميزان الأمان في المحيط الهادي، فقد أخرجت إسبانيا من الفيليبين فلم تلبث أن وجدت أمامها من هو أخطر من الإسبان يتسابقون إلى غنيمة أكبر وأضخم من جزر الفيليبين: وهي الصين. ووافق حذرها هذا حذر الدول المستعمرة من تنازعها وتنافسها على الحصص الباقية، أو حذرها أن يموت صاحب التركة ولما يتفقوا على تقسيم ميراثه، فتوفقوا واستمعوا نصيحة الولايات المتحدة بالتوقف، وحرموا على أحدهم أن ينفرد بالدار المفتوحة لكل واغل وداخل، وسموا هذا التحريم الخاص أو هذه الاستباحة العامة بسياسة الباب المفتوح.

وداع غير هذه الدواعي أن التنين الغريب زالت عنه الغرابة، وزالت عنه حجة الاستباحة.

Bilinmeyen sayfa