رماه بنظرة ساخرة دون أن ينبس، وعلا صوت العجوز في الخارج بسيل من الأدعية، فعاد عيسى يتساءل: ما العمل إذن؟ - نؤيد الشيطان إذا تطوع لإنقاذ السفينة. - لكن الشيطان لا يتطوع لإنقاذ شيء.
ونظر في غير اكتراث إلى السماء الغارقة في الدكنة ليريح قلبه من نظرات خصمه، فقال حسن: يجب أن يذهب الإنجليز والملك والأحزاب وأن نبدأ من جديد.
فضحك عيسى في مرارة ثم قال: حريق القاهرة أثبت أن الخونة أقوى من الحكومة والشعب معا.
ورجعت الأم وهي تقول: ألا يوجد حديث آخر؟
بدا خداها محتقنين وشبه متورمين، واتخذت مجلسها السابق وهي تسأل حسن: وأنت متى تتزوج؟
وتذكر عيسى تقدمه الجريء لخطبة سلوى فاشتد امتعاضه. فقير لكنه جريء، وطمع - ولا شك - في مالها كآخر وسيلة لانتشاله من متاعبه. أما حسن فأجاب: الأحداث الهامة تقع فجأة وبلا سابق إنذار. - وأمك متى نراها؟ - آه، مسكنكم بعيد عن روض الفرج، ولكنها ستجيء حتما.
ثم سأل عيسى وهو يتهيأ للقيام: أين تذهب هذا المساء؟
فأجاب بتحد ولكن في هدوء: إلى النادي.
فنهض حسن وهو يقول: أستودعك الله .. وإلى اللقاء!
4
Bilinmeyen sayfa