فأجاب باقتضاب: قطران!
فقال عباس صديق: زوجاتنا أكثر تسامحا من قدرية هانم، فالرقابة يجب أن تتوقف بعض الشيء في منفى جميل كرأس البر.
ونظر عيسى في ورقه، فبهره منظر زوج الآس، فدخل الدور بقلب قوي، ثم واتاه الحظ بزوج ثمانية، فربح ستين قرشا، حتى قال الشيخ عبد التواب السلهوبي باسما: واظب على الربح تتحسن شئونك الداخلية.
ولكن عباس صديق تداركه قائلا: حرمه لا يهمها المال.
ومع أن الملاحظة بدرت تلقائية إلا أن عيسى تألم لها كثيرا، وبخاصة وأنه كان بصفة عامة سيئ الحظ على المائدة حتى اضطر إلى سحب مائة جنيه من فرع البنك لتعويض خسارته.
وسأل إبراهيم الشيخ السلهوبي عن عبد الحليم باشا شكري، فأجاب: سافر إلى الخارج في الوقت المناسب وبالعذر المناسب، ولن يعود طبعا.
فقال سمير عبد الباقي: الخارج ليس أفضل من الداخل، وما أشبه صفحة السياسة الخارجية بصفحة الوفيات!
فقال عباس صديق: إذن فالعالم مهدد بالفناء حقا.
فقال عيسى وهو يوزع الورق: هو مهدد بالفناء، سواء بالحرب أو بالسلم!
فقال الشيخ السلهوبي ضاحكا: أنت لا تتفلسف إلا عندما تتدهور روحك إلى الحضيض، فلعل طوفان حظك أن ينحسر.
Bilinmeyen sayfa