============================================================
احكامها وأهل النسك والحلم منها، فلما اجتمعوا إليه فى داره ، قام فيهم خطيبا بالدعوة إلى الله سبحانه ، فتاروا إليه فقتلود، وصاروا إلى الملك فأخبروه بما كان من الوزير ومنهم ، وقالوا له : إنا ظننا أن الملى على مثل رأيه ويجب معرفة ما عنده، فأرضاهم بالقول ، وأدهن لنم وصوب رايهم فى قتل الوزير، فانصرفوا راضين عنه، وقل ما لبث ذلك الملك أن نبذ ملكه ولحق بالرهبان فكان معهم إلى أن توفاه الله عز وجل : اروضة رائقة ورياضة فائقة قيل : ان ازدشير بن بابى بن ساسان ولد له - فى حداثة سنه وبده أمره - ال اولد فسماه بابك باسم أبيه، فنشأ رائع الصورة بارع الجمال، فشغف به ازدشير حباء والزمه فيلسوفا ماهرا فى الفلسفة راسخا فى الحكمة متحليا بالزهادة، الاوساله أزدشير أن يتخذه ولدا، فاقتطعه الفيلسوف عن آبويه، وولى تربيته الاوتريجه، إلى أن اضطلع بأعباء علوم الفلاسفة وتبوأ مثوى الزهد .
الاولما سعى أزدشير لضم كلمة الفرس، فتم له المراد وأعضاه الطوائف القياد، استد راى ولده بابك فيما نابه من المهمات، فظفر منهم بأضعاف أمنيته إلا أنه كان لا يشاهده ويشافهه إلا بغض إليه الدنيا تصنيفا لمعايبها، وتعريفا بشوائبها، وتخويفا من عواقبها، فكان أزشير منغص المسرة بولده لأجل ذلك .
الاوكان يقال : من صحب العلوك بما يكرهونه فلا ينكر هوله .
الاوكان يقال : قل ما يتوفر فكر الملك على أمر واحد حتى تطول عنايته به على انفراده ، وذلك لكثرة ما تتجاذب خواطره من الامور حتى إذا توفر فكره على أمر وأجمع له، أوشك أن يحكمه، فإذا رأيته أجمع على أمر وتوفر عليه فلا تعرض له بغيره فتحول بينه وبين الفرصة التى بها ظفره .
قول : وكان أزشير يحتمل ذلك لولده شغفا به وتألفا عليه، فقال يوما : يا بابك أتعرف أباك ؟ قال بابك : إن لى أيها الملك السعيد أبوين ، أبا كان علة كونى، وأبا كان علة بقائى، وأنا بهما عارف .
فقال له أزدشير : صف لنا أباك الذى كان علة كونك .
فقال بابك ما معناه : إنه ملك ملأ العيون فهما، والأسماع ثناء، والصدور
Sayfa 143