============================================================
فقال: يا عدى اكل ما أرى إلى نفاد وزوال ؟.
فقال عدى : قد علم الملك أن الأمر على ما نكره: فقال النعمان : وأى خير فيما يفنى ويبيد ؟ ثم قل ما لبث أن تتصر وترهب الوساح فى الأرض .
وقيل : بل كان معجبا بالزهر المسمى شقائق النعمان(1) وإليه ينسب؛ لأنه كان يمنع رياضه ويحميه ، وأنه قصد يوما من أيام الربيع غب سماء(1) شقيقة قد كساها ذلك النور ، والشقيقة : رملة مستطيلة ؛ فلما عاين تتضد(2) ذلك النور فى منابته، وقنو حمرته(4)، وخضرة سوقه ، وتموجه بهيوب النسيم عليه ، الاوتاثر قطر الندى من آرجائه ، رأى منظرا بهيجا ، فأمر فبسط له بازاء تلك الشقيقة بساط موشى بالحرير فكأنما كان روضة مختظلفة بأصناف الزهر، الاو نصبت عليها قبة من البيباج الأحمر قد شحنت من المقاعد والحشايا والنمارق(5) والمساند بما يضاهيها ويجانسها ، ولبس من الحرير المصبوغ بالبهرمان، وهو المعصفر(1) أفضل ما يمكنه، وجلس فى قبه تلك مواجها للشقيقة، وحوله ندماؤه وملهوه وعنده عدى بن زيد، قشرب وطرب ودبت فيه الراح(2) فارتاح.
ثم أقبل على عدى فخاطبه بما ذكرناه آنفا، فلما سمع عدى مقالته اهتبل فرصته، فراجعه بما ذكرناه، وأزمع الزيادة فى ايقاظه من غفلته، فأمهله حتى انقضى أربه من مجلسه ذلك، وركب فسايره عدى إلى ان مر بقبور بظاهر الحيرة.
فقال عدى : إنها تقول : أيها الركب المخنون(4) على الأرض المجدون ، (1) شقائق النعمان : هى زهور ربعية ذات لون أحمر جميل .
(2) أى ينظر الى سماء الزهرة .
(3) أى ظهر ولمع.
(4) أى سواد خمرته من شئتها .
5) النمارق ، مفردها النمرق : وهى الوسادة الصغيرة يتكأ عليها .
(2) أى بصبغة صفراء اللون .
(27) الخمر.
(8) الغافل فاقد الوعى .
Sayfa 137