============================================================
على ما حوله، وكان العبد فى ذلك اليوم قد استأجره شيخ كبير السن ضعيف البن، فاحتمل عليه أوانى فخار فى جولقين(1)، ومر به على قصر ابنة الملك فرأى عند القصر تلك الأثان التى يهواها، فما ملك نفسه أن نهق وقصدها، وفعل بها ما تفعل الحمير عند نلك، وجعل الناس يضربونه من كل جاتب ال والفخار يتساقط على ظهره، والشيخ صاحب الفخار يصيح ويستغيث، وجعل الصبيان والسفلة يغطغطون(1) من كل جهة ، والأتان فارة بين يديه ترمحه وهو يطلبها على تلك الحال .
فرأت ابنة للملك ذلك كله فأعجبها وأضحكها، فقالت لها امرأة العبد التى سحرته : يا ابنة الملك ألا أخبرك بأعجب مما رأيت من هذا الحمار 9 قالت لها بلى فافعلى، فقالت : إنه زوجى، وقصت عليها خبر العبد، فاشتد تعجبها ما سعته وسرت به، ثم سالتها أن تبطل سحر العبد وتخاى سبيله، فأجابتها الى ذلك فأبطلت للسحر عن العبد فسار بشرا سويا ولم يكن له هم إلا الفرار من بلاد السند .
فلما انتهى المضحك إلى هذا المبلغ سكت، وقد كان الملك يزدجرد اشدد ك: لما سعه من حديث المضحاى ، ولما شاهده من حرعاته فى وقت حديثه، فلما سكن ضحكه وعاوده الوقار والأبهة، اقبل على العضحك وقد اكفهر(4) له فقال : ويحك ما حملك على أن تكذب هذه الكنبة الشنعاء ، كأنك ما عمت أنا نحظر الكذب على رعيتا ونعاقبها عليه ، وقد قالت الحكماء : الكذب كالسموم التى تقتل إذا استععلت مفردة ، وقد تدخل فى تراكيب الأنوية فينتفع بها، فلا ينبغى للملك أن يطلق الكذب إلا لمن يستعمله فى المصالح ، كالكذب فى كيد الأعداء، وفى تالف البعداء ، كما لا ينبغى أن يطلق ملك تلك السموم التى نكرناها إلا للمامونين عليها المانعين لها من المفسين .
1) الجولق : كلمة فارسية وهو العدل، ما يحل عليه من صوف وشعر: (2) أى يصدرون أصواتا ماجنة شرب أصوات القطا .
(3) أى عبس.
Sayfa 122