{عبد الرق)) : وهو الذي أوجبت الشريعة عليه العبودية وينقسمون ثلاثة أقسام : (الأول يراد للمنزل) : ينبغي أن يكون حسن الوجه ، جميل الأخلاق لطيف الشكل ذكيا فطنا عاقلا ، وهذاكنزلة الحواس لإن الإنسان بهم يعرف أحوال منزله . {الثانى يراد للمناولة) : ينبغى أن يكون حرا بالطبع ، ذا نفس لينة ذليلة وبدن متوسطي، وهذا بمنزلة اليدين لكون يتوصل بهما إلى أخذ الموافق ومنع المنافي. (الثالث يراد للأعمال الجافية) : ينبغى أن يكون حرا ذا نفس قوية ، وبدن قوي يواتيه على الأعمال الجافية ، وهذا بمنزلة الرجلين لأن بهما وعليهما كل البدن وثقله . ( عبد الشهوة) : هو الذي لا يملك نفسه لغلبة شهرته وخواطره ، ومن كان كذلك فهو عبد سرء لا يتتفع به { رأما سيرة المرء معهم واتخاذه لهم فسنصيف ذلك) ينبعى أن يحفظ عبيده كما يحفظ أعضاءه ويفكر لهم في أمرين : (أحدهما ) : الجنس الذي يجمعه معهم وإياهم {رالثاني)) : فيما ابتلوه به . ويجب أن يفكر في جنسهم وأنه لو أبتلي يما ابتلوا به ، لأحب أن يرزق من يلطف به. يجب أن يتغافل عن أول زلة ثم يعاتبه على الثانية ثم يحذره وينذره ثم يعاقبه . وينبغي أن يكون للمماليك عند مواليهم مراتب من الإحسان كلما أحسن أحدهم رفعه. وأن يجعلهم أقساما، ويرتبهم مراتب ، يعرف كل امريءمنهم مقامه . وأن يكون غرضه من الدراسة عليهم أن تكون خدمتهم محبة لا خيفة وطاعتهم رغبة لا رهبة . وينبغى أن يستقصى عليهم في الخدمة وينيلهم في تضاعيف الخدمة حظما من الراحة. ويجتهد في قضاء حقوقهم المتقدمة بقسط من النفع الذي لايضر بالوالي .
Sayfa 81