Sultan Mehmed Fatih: İstanbul'un Fatihi
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
Türler
وكان السلطان يرسل إليه ويقربه، ويروى أنه بعد إتمام فتح المدينة العظيمة التمس من هذا الشيخ الموهوب أن يريه قبر أبي أيوب الأنصاري، فتوجه الشيخ ساعة وكشف عن موضع القبر فبنى السلطان عليه القبة والجامع.
هذه القصص مهما كان نصيبها من الصحة إن دلت على شيء فهي تدل على مقدار تعلق السلطان برجال الدين وأولياء الله الصالحين.
وكان للسلطان محمد الفاتح روح اجتماعي طيب سمح، فله من أعمال الكرم والجود والبر الشيء الكثير، فلقد عين للأرامل والأيتام في كل سنة النفقة والكسوة ما يفي بحاجتهم، وبنى المستشفيات والسبل والحمامات المجانية.
وكان الفاتح يعلق أهمية كبيرة على كشف قبر أبي أيوب الأنصاري، وكذا كل الأتراك؛ لما لصاحبه من قدر جليل وسابقة في الإسلام ونصرة للرسول
صلى الله عليه وسلم ، وكان البيزنطيون أنفسهم يحترمون قبره ويستسقون به فلم يكن قبره مجهولا عندهم. ولقد أصبح جامع أبي أيوب الأنصاري أقدس جامع في الأستانة، وأصبحت الدولة العثمانية تقيم فيه حفلة السيف وهي حفلة تقام كلما ارتقى سلطان العرش فيذهب السلطان الجديد إلى هذا الجامع، ويقلد سيف عمر بن الخطاب في حفلة عظيمة تشبه حفلة التتويج في الغرب الأوروبي، وعندما يتقلد السلطان السيف يصلي ركعتين في ضريح أبي أيوب الأنصاري.
وأما من ناحية تذوق الأدب والفن، فلقد كان الفاتح مغرما بالشعر يحفظه ويقوله ويستمع إليه ويغشى نواديه، ويكرم أهله أيا كان موطنهم وجنسيتهم فكان يرسل بالهدايا والمنح إلى شعراء الهند وخاصة إلى الشاعر خوجايجهان، وقامت في عهده مدارس للشعر الغنائي في بروسة وقسطموني، وكان وزراؤه يحاكون سيدهم في هذه الناحية ويعضدون الحركة العلمية والأدبية.
وكان أربعة منهم ينظمون الشعر، ومنهم أحمد باشا الذي وضع أسلوب الشعر الغزلي في اللغة التركية، ومنهم خضر باي زاده سنان باشا صاحب تضرع نامه، وجزري قاسم الذي لقب في مجلس الأدب بصافي، وقرماني محمد باشا ولقب بنشائي، وأما السلطان نفسه فلقب بعوني.
وفي عهده نظم الشاعر حمدي قصة ليلى والمجنون باللغة التركية تقليدا للملاجائي، كما نظم قصة يوسف وزليخا. وأما الشهدي الشاعر فلقد حاول أن يكتب التاريخ العثماني نظما على طريقة الملاحم تقليدا للفردوسي في شاهنامته، لكنه توفي بعد أن نظم أربعة آلاف بيت، ومنهم جلشني الذي كتب عشرين ألف بيت على طراز مثنوي. ومن الشعراء آلهي الذي ألف زاد المشتاقين ونتائج الأرواح.
ومن السيدات الشاعرات مهرى وهي من بلدة أماسيا، وزينب وهي من قسطموني، ونالت هاتان الشاعرتان عطف السلطان، وهنا يجب ألا ننسى أن الأمير جم، فلقد كان شاعرا عظيم الشأن يحسن تذوق الفن.
وأما تقدير السلطان لنواحي الفن فيظهر في ولعه بالموسيقى، ويبدو واضحا في استدعائه لبليني إلى إستامبول حيث أكرمه إكراما عظيما، وكان يقدره ويعجب به ويتابع عمله ويتبسط معه. ولقد قام بليني برسم صور للسلطان الفاتح، منها صورة كبيرة لا تزال موجودة، ورسم صورة أخرى منها صورة كبيرة يبين فيها استقبال سفير في الأستانة، وعمل بليني للسلطان مداليات على بعضها صورة الفاتح كتب حولها باللاتينية ما ترجمته: «السلطان محمد الثاني الإمبراطور العظيم» وعلى ظهرها ثلاثة تيجان تمثل الإمبراطوريات التي يحكمها السلطان. ولقد أهداه الفاتح عند انتهائه من مهمته قلادة ذهبية وعطية سنوية ومنحه رتبة البكوية.
Bilinmeyen sayfa