Sultan Mehmed Fatih: İstanbul'un Fatihi
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
Türler
وسيظهر ذلك المغامر الكونديتيري الحقيقي مهارة وشجاعة ممتازين، كما سيبدي نشاطا بالغا الحد، ولقد أعجب السلطان بشجاعته - كما يقول هامر - وحاول الاتصال به. لقد قدم متطوعا للدفاع عن حصن المسيحية الشرقي، وكان هو ورجاله نخبة المدافعين عن المدينة الخالدة وخيرتهم. وأخذ جون جوستينياني على عاتقه من وقت تعيينه أمر تنظيم الدفاع عن القسطنطينية. فنظم وضع مدافعه الصغيرة على الأسوار في نقط معينة، وقسم المدافعين عن القسطنطينية حسب شعوبهم وأجناسهم، وخصص لكل واجباته، وقام بمهمة ليست بالبسيطة وهي تدريب هؤلاء الرهبان والمدنيين الذين يجهلون فن الحرب كلية، وليس لديهم من وسائلها إلا الحماس لها والرغبة في النضال ضد المسلمين لإنقاذ مدينتهم الجميلة، والتضحية بأرواحهم فداء لها.
وعمقت الخنادق الموجودة في الناحية الشرقية، وكان الإمبراطور يشجع هؤلاء المجندين ويقوي من ثقتهم بأنفسهم ويبين لهم أن العذراء لن تترك مدينة المسيحية الخالدة لتسقط في أيدي المسلمين الطامعين.
وخصص الإمبراطور لجون جوستينياني الجنوي وأتباعه مهمة الدفاع عن النقط الخطرة والأبواب المهمة. وأجمعت كلمة الجميع إغريق وبنادقة وجنويين وكتلان كاثوليك وأرثوذكس على ضرورة الدفاع عن مدينتهم إلى آخر رمق من حياتهم، وإنقاذ أكبر حصن في أوروبا من أن يقع في أيدي الآسيويين الغازين.
وقرر الإمبراطور وضع سلسلة لإغلاق القرن الذهبي أمام السفن الفاتحة، تبدأ من طرف المدينة الشمالي الشرقي، وتنتهي عند ضاحية غلطة، وهي مدينة جنوية مستقلة، وترك لهؤلاء الجنويين أمر حمايتها عند طرفها الشمالي. وهذه السلسلة هي التي وقفت أمام الأسطول أو الأرماد التركي وعملت على حماية السفن التي تجمعت وراءها، لقد لعبت هذه السلسلة دورا هاما في الدفاع عن المدينة المحصورة.
وفي نهاية شهر مارس كانت استعدادات السلطان محمد الثاني لفتح القسطنطينية قد تمت، وكان قد دمر كل القرى المجاورة لها، فلم تعد المدينة الكبيرة تستطيع الاتصال بالبلاد المجاورة لها، أو تستفيد منها وكان عليها أن تعتمد الاعتماد كله على المؤن والذخائر الموجودة بداخلها، وأن تنتظر ما قد يستطيع أن يصل إليها من إمدادات من الخارج، وكان وصول الإمدادات صعبا، إن لم يكن مستحيلا كما سنرى.
تمت استعدادات السلطان محمد الثاني للحصار؛ ففي أدرنة عاصمته الأوروبية ومعسكر الأتراك العظيم تجمعت الجنود العثمانية الآسيوية والأوروبية الفرسان والمشاة، النظامية وغير النظامية، وبين هذه الجنود الغير النظامية والباشبوزق عدد كبير من المسيحيين الذين لا هم لهم غير القتال والقتل والغنيمة والسلب والنهب، وهم لا يخضعون في سلوكهم لقانون ولا نظام ولا عرف ولا دين ولا إنسانية، وإنما يتبعون غرائزهم البهيمية قبل كل شيء والأوامر التي يصدرها قائدهم إليهم.
كان حماس الجيش العثماني للقتال عظيما، وكان عدده كبيرا، ويعتقد رجاله أنهم يؤدون مهمة سامية في الحياة، ويقومون بتنفيذ مشروع مقدس، ويعملون على رضا الرب، ويبتغون المثوبة من الله، وينتظرون النصر، وينتقمون للمسلمين. كان بين هذا الجيش عدد كبير من الملات (القضاة) والمشايخ والعلماء والدراويش يقوون روح الجهاد والحماس في الجنود، وكان السلطان قد استصحبهم على عمد لا لاستغلالهم فقط في سبيل إنهاض القوى المعنوية للجنود، ولكن تبركا بهم، وتيمنا بصحبتهم واحتراما لهم وإكبارا.
كانت الحركة دائمة والنشاط عظيما في كل من مدينتي أدرنة والقسطنطينية، لم تكن تغمض لمحمد الثاني أو لقسطنطين عين.
لقد كانت استعدادات الأتراك الهائلة التي لم تخف على البيزنطيين عاملا على نشر الذعر والخوف في المدينة المسيحية، وخاصة ما تناقلته الأخبار عن قوة مدفعية السلطان العثماني ومدى تدميرها العنيف. كان الأتراك أول من استعمل الأسلحة الحديثة وأحسن استخدامها، ولم يكن أحد من السلاطين يهتم بالمدفعية مثلما كان يهتم بها السلطان محمد الثاني. لقد علم سكان مدينة القسطنطينية أن الأتراك يحاولون صنع مدفع عظيم لم يسبق له مثيل، وأن السلطان يستخدم لذلك صانعا مجريا اسمه أربان، وكان ذلك الرجل قد عرض خدماته قبلا على الإمبراطور البيزنطي، فلم يمنحه المكافأة التي كان ينتظرها، فأسرع إلى الأتراك يعرض عليهم اختراعه. ما كان البيزنطيون يستطيعون الاستفادة من اختراع ذلك الرجل، فحالة أسوار مدينتهم ما كانت تسمح بوضع مدفع كبير عليها. على أي حال استقبل محمد الثاني ذلك الرجل استقبالا حسنا، وأغدق عليه الأموال والخيرات وكل ما يصبو إليه من شرف، وعرف السلطان كيف يستغله أكبر استغلال، وسهل له كل الوسائل لإتمام مخترعه. واستخدم السلطان المدفعية في ذلك الوقت على نطاق لم تعرفه من قبل.
حصار القسطنطينية
Bilinmeyen sayfa