============================================================
به في هذه الأبيات على نوعين مما يلحق بالقياس، وهما: الاستقراء، والتمثيل.
الاستقراء: هو الحكم على كلي لوجوده في أكثر جزئياته كقولنا: كل حيوان يحرك فكه الأسفل عند المضغ، لأن الإنسان والبهائم والسباع كذلك هذا لا يفيد القطع لاحتمال عدم العموم كهذا المثال لخروج التمساح من الحيوان، وعكس الاستقراء هو الاستدلال بالكلي على الجزئي المقيد للقطع وهو القياس المنطقي المراد من هذا الفن وقد تقدم ذكره.
والتمثيل: إثبات حكم في جزئي لوجود جزئي لمعنى مشترك بينهما وهو ضعيف أيضا لأن الدليل إذا قام في المستدل عليه أغنى عن النظر في جزئي غيره، لكن يصلح لتطبيب النفس وتحصيل الاعتقاد، وإلى هذا أشرنا بقولنا: (وإن بجزئي) الخ، أي وإن استدل بجزئي على كلي فهو المعروف عندهم بالاستقراء وقولنا: (وحيث) البيت، آي وإن حمل جزئي على جزئي لعلة جامعة بينهما فهو التمثيل وهو الاستقراء لا يصلحان إلا لبحث الفقهاء ولا يفيدان إلا الظن، والى هذا أشرنا بقولنا: (ولا يفيد القطع) البيت، والله الموفق للصواب.
Sayfa 108