83

عليه السلام قد أعدها للكرة على جنود الشام قبيل وفاته وكانت تعد اربعين الف مقاتل قد انفرط عقدها وتمرد أكثرها ، وتثاقل معها اكثر حملة السلاح في الكوفة عن الانصياع للامر.

وكان المذبذبون من رؤساء الكوفة ، أشدهم نشاطا في اللحظة الدقيقة التي أزفت فيها ساعة الجد.

قالت النصوص التاريخية فيما ترفعه الى الحارث الهمداني كشاهد عيان : « وركب معه أي مع الحسن من أراد الخروج وتخلف عنه خلق كثير لم يفوا بما قالوا وبما وعدوا ، وغروه كما غروا أمير المؤمنين من قبله .. وعسكر في النخيلة عشرة أيام فلم يحضره الا أربعة آلاف. فرجع الى الكوفة ، ليستنفر الناس ، وخطب خطبته التي يقول فيها : قد غررتموني كما غررتم من كان قبلي .. (1)».

أقول : ثم لا ندري على التحقيق عدد من انضوى اليه بعد ذلك ولكنا علمنا أنه « سار من الكوفة في عسكر عظيم » على حد تعبير ابن ابي الحديد في شرح النهج.

وسنأتي في فصل « عدد الجيش » على غربلة أقوال المؤرخين لاختيار القول الفصل في عدد جنود الحسن عليه السلام .

وغادر النخيلة وبلغ « دير عبد الرحمن » فاقام ثلاثا ، والتحق به عند هذا الموضع مجاهدون آخرون لا نعلم عددهم.

وكان دير عبد الرحمن هذا مفرق الطريق بين معسكري الامام في المدائن (2).

Sayfa 102