Sahabe ve Arkadaşlık
الصحبة والصحابة
Türler
فهذه الصحبة الشرعية لم يدركها المغيرة ولا معاوية (الذي ولى المغيرة على الكوفة) لأنه من الطلقاء الذين لم يسلموا إلا قهرا، فمعاوية ليس من المهاجرين ولا من الأنصار بالإجماع وعلى هذا فليس صحابيا صحبة شرعية، لكن المغيرة بن شعبة قد يشكل على البعض لكونه عندهم أسلم قبل بيعة الرضوان وفر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد غدره بأصحاب له من بني مالك وفدوا جميعا على المقوقس حاكم مصر، فأسقاهم خمرا حتى سكروا ثم قتلهم وأخذ أموالهم وفر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه لا يستطيع أن يرجع إلى الطائف وعليه دم عشرة من الناس!!
أما إسلامه فلا نزاع فيه، لكن هجرته فيها كلام لأن الهجرة الشرعية لها شروط، وهو لم يهاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما فر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهناك فرق بين الهجرة والفرار.
ورجل فعل هذا لن تكون هجرته خالصة لله ورسوله لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، وفعله يدل على بعض نيته من غدره بهؤلاء الناس والإسلام يحرم الغدر ولو بالكفار، فلذلك كانت سيرته غير مرضية عند بعض الصحابة وعليه هنات وهنات، وفيه حزم ودهاء وقد استعمله عمر لقوة دهائه وحسن سياسته للأمور، ثم عزله وبقي معزولا زمن عثمان، ثم لجأ لمعاوية في أواخر الفتنة رغم علمه بفضل علي وأحقيته، ولم يكتف بذلك حتى أقام الاحتفالات في لعن الإمام علي رضي الله عنه إرضاء لمعاوية، وسخطا للخالق، فمثل هذا تكون صفته أقرب لمن أساء الصحبة ممن أحسنها ومن المعلوم أن الصحابة قبل الرضوان منهم من أحسن الصحبة وهم الأغلبية، وفيهم قليلون أساءوا الصحبة فارتدوا كعبيد الله بن جحش ومقيس بن صبابة وعبد الله بن خطل أو أساءوا السيرة كسمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وقليل من أمثالهم وسيأتي في الأثر العشرين مزيد من الكلام في موضوع المغيرة.
Sayfa 148