التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
Yayıncı
إدارة ترجمان السنة
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Yayın Yeri
لاهور - باكستان
Türler
مقدمة:
حمدًا لله على النعمة الظاهرة والباطنة كما يليق بجلاله وجنابه، وصلاة وسلاما على رسوله خير النبيين وأشرف المرسلين، ومن تمسك بسنته، وعض عليها بالنواجذ، واهتدى بهديه من أصحاب من أصحابه وأهل بيته وأتباعه إلى يوم الدين. وبعد:
فإنني قد إشتغلت بكتابي هذا منذ زمن غير قصير، أقدم عليه تاره وأتأخر عنه أخرى، مترددًا بين الإحجام والإقدام.
ولكننا لما رأينا احتياج الناس إلى معرفة هذه الفئة من الناس وأفكارها وآرائها ومعتقداتها، وكونهم مترددين متذبذبين في تقييمها ووضعها في مكانها اللائق الصحيح، خرجنا من ترددنا وتذبذبنا خائفين من وعيد الله وتهديده:
﴿وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون﴾ (١). و﴿ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه﴾ (٢) وقوله: ﴿لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون﴾ (٣).
ويعلم الله أنه لم يكن هذا التحفظ للحفاظ على نفسي وعرضي ومالي لكونها مهددة من قبل الضالين، الغالين، والمبطلين المنتحلين، الذين اكتشفنا أمرهم وكشفناه للناس واهتدينا إلى خباياهم وخفاياهم فأظهرناها أمام الآخرين، وعرضنا صورتهم الحقيقية بإزالة نقاب التقية والتستر عن وجوههم، وإماطة اللثام عن أسرارهم وعقائدهم وتعاليمهم الأصلية الحقيقية، لأن نفسي وجسمي ومالي وعرضي جعلتها فداء لوجه ربي وابتغاء مرضاته:
﴿إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ (٤).
_________
(١) سورة البقرة ١٤٦
(٢) البقرة ٢٨٣.
(٣) آل عمران ٧١.
(٤) الأنعام ١٦٣.
1 / 5