245

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

Yayıncı

إدارة ترجمان السنة

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Yayın Yeri

لاهور - باكستان

Türler

فهذه العبارات كلها لم تكن مقتبسة منقولة من التشيع وبل إنها شيعية وصرفة.
وبعد هذا كله نريد أن نبيّن توغل الصوفية في علم الباطن وعلاقتهم به، وسبب إلتجائهم إليه، فنقول:
(إن الصوفية يقولون: إن علم الباطن المسمى بعلم القلب وبعلم التصوف، علم جليل شريف نفيس، وهو أجلّ العلوم وأشرفها، وهو الزبدة الممخوضة من الشريعة التي لم تبعث الأنبياء ﵈ إلا لأجلها ... وهو علم طريق الآخرة، وهو العلم الذي درج عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وهو العلم الذي لم يبعث الله الأنبياء إلا لأجله. وقد سماه الله تعالى في كتابه فقها وعلما وضياء ونورا وهدى ورشدا، وهو مستخرج من القرآن والسنة، ومدلول عليه منهما نصّا وتصريحا وتلويحا وكتابة وإشارة وغير ذلك من أصناف الدلالة.
قال الغزالي: علم الباطن هو علم يقين المقربين، وثمرته الفوز برضا الله تعالى، ونيل سعادة الأبد، وبه تزكية النفس وتطهيرها، وتنوير القلب وصفاؤه بحيث ينكشف بذلك النور أمور جليلة، ويشهد أحوالا عجيبة، ويعاين ما نمت عنه بصيرة) (١).
وقالوا:
(هل ظاهر الشرع وعلم الباطن ... إلا كجسم فيه روح ساكن
والعلم الظاهر هو علم العبودية ... والعلم الباطن هو علم الربوبية) (٢).
وقالوا:
(لا تجعلوا أحدا من أهل الظاهر حجة على أهل الباطن) (٣).
وخلاصة هذا أن علم الباطن هو التصوف بعينه، وهو ما أشار الكلاباذي نقلا عن عبد الواحد بن زيد أنه قال:
(سألت الحسن عن علم الباطن فقال: سألت حذيفة بن اليمان عن علم الباطن فقال: سألت رسول الله عن علم الباطن فقال: سألت جبريل عن علم الباطن فقال: سألت الله ﷿ عن علم الباطن فقال هو سرّ من سرّي، أجعله في

(١) حياة القلوب في كيفية الوصول إلى المحبب لعماد الدين الأموي ج١ ص ٢٥٩، ٢٦١ بهامش قوت القلوب لأبي طالب المكي. ط دار صادر بيروت.
(٢) الفتوحات الإلهية لابن عجيبة ص ٣٣٣.
(٣) قواعد التصوف.

1 / 248