206

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

Yayıncı

إدارة ترجمان السنة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Yayın Yeri

لاهور - باكستان

Türler

كنت خرجت عن أمره ونهيه. فسمع النداء من قلبي، فصاح وقال: أحرقتني بالله! وغاب) (١). ثمّ علق عليها بقوله: (وفي هذه الحكاية دليل على حفظه وعصمته، لأن الله ﷾ يحفظ أولياءه في كل الأحوال من كيد الشيطان) (٢). وتؤيد وتدعم أنهم يدّعون أولياءهم ومتصوفيهم معصومين، مقولاتهم في كتبهم أنه لا يجوز الاعتراض على وليّ من أوليائهم أو على أحد من متصوفيهم، لو كان عمله يعارض الشرع، أو يظهر بصورة منكرة، فيقول الشعراني: (من دخل في صحبة شيخ، ثم اعترض عليه بعد ذلك فقد نقض عهد الصحبة) (٣). ثم نقل حكايتان خبيثتين تدلان على عقيدة القوم في مشائخهم وكونهم معصومين، فيقول: (كان أبو سهل الصعلوكي ﵀ يقول: كان لبعض الأشياخ مجلس يفسر فيه القرآن العظيم فأبدله بمجلس قوال، فقال مريد بقلبه: كيف يبدل مجلس القرآن بمجلس قوال؟ فناداه الشيخ: يا فلان، من قال لشيخه: لم، لم يفلح. فقال المريد: التوبة ... وزار أبو تراب النخشبي وشقيق البلخي أبا يزيد البسطامي، فلما قدّم خادمه السفرة قلا له: كل معنا يا فتى، فقال: لا، إني صائم. فقال له أبو تراب: كل، ولك أجر صوم شهر. فقال: لا، فقال له شقيق: كل، ولك أجر صوم سنة، فقال: لا، فقال أبو يزيد: دعوا من سقط من عين رعاية الله ﷿، فسرق ذلك الشاب بعد سنة، فقطعت يده عقوبة له على سوء أدبه مع الأشياخ، ثم نقل عن الشيخ برهان الدين أنه قال:

(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٣٤٢ ترجمة عربية للدكتورة إسعاد عبد الهادي قنديل ط دار النهضة بيروت ١٩٨٠ م. (٢) أيضا. (٣) انظر الأنوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية للشعراني ج ١ ص ١٧٤.

1 / 209