التصوف - المنشأ والمصادر

Ihsan Illahi Zahir d. 1407 AH
100

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

Yayıncı

إدارة ترجمان السنة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Yayın Yeri

لاهور - باكستان

Türler

طيّهم إلى سبعة أيام وعشرة أيام وخمسة عشر يوما إلى الأربعين. وقد قيل لسهل بن عبد الله: هذا الذي يأكل في كل أربعين وأكثر أكله أين يذهب لهب الجوع عنه؟. قال: يطفئه النور) (١). وكذلك التعري لم يأخذه الصوفية إلا من البوذية والجينية. وجلّ تماثيل البوذا وصور رجال الديانات الهندوكية كلها ناطقة منبئة عمن أخذها القوم هذه القباحة والوقاحة. حتى إن طائفة من طوائف الجينية تسمى ويجامبرة أي أصحاب الزي السماوي، الذين لم يتخذوا كساء لهم غير السماء، وهم الذين يقولون: (إن العرفاء الكاملين لا يقتاتون بشيء، وإن من يملك شيئا من متع الدنيا ولو كان ثوبا واحدا يستر به عورته لا ينجو) (٢). وإننا لنجد كثيرًا من الصوفية، ويسمون المجاذيب، يتجردون عن الثياب البتة، ويمشون في الأسواق، ويجلسون في الخانقاوات كما خلقهم الله. ولقد ذكر أصحاب الطبقات الصوفية، الكثيرين من هؤلاء. ونورد ههنا واحدا ممن ذكرهم الشعراني (قطب زمانه وإمام عصره) في طبقاته، فيقول: (الشيخ إبراهيم العريان: كان ﵁ إذا دخل بلدا سلّم على أهلها كبارا وصغارا بأسمائهم، حتى كأنه تربى بينهم (يعني كان يعلم الغيب)، وكان ﵁ يطلع المنبر ويخطب عريانا) (٣). وأما هجر الأهل والأولاد، والخروج إلى الغارات والجبال، والجلوس في البراري والحفرات والسراديب، والمكوث مع الحيات والثعابين فليست منقولة إلا من الديانات الهندية التي عرفت واشتهرت بمثل هذه الأمور. فلقد أوردنا في أول المقال قصة إبراهيم بن أدهم الصوفي القديم، وتركه للأهل والأولاد، مقارنة بقصة بوذا وحياته، وأنها مطابقة تماما لها. وهناك أقوال ونصوص كثيرة في هذا المعنى، ذكرنا بعضا منها فيما مرّ، وسنذكر

(١) عوارف المعارف للسهر وردي ص ٢٢٣، ٢٢٤. (٢) انظر فلسفة الهند القديمة لمحمد عبد السلام الامبوري ص ٦٤، كذلك أديان الهند الكبرى للشلبي ص ١٢٦ ط القاهرة ١٩٦٤ م. (٣) انظر طبقات الشعراني ج٢ ص ١٤٣.

1 / 102