Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Türler
جاء في تقرير اللورد كتشنر سنة 1912، أنه كان الغرض من هذه التجريدة تأديب قبيلة البير؛ لأنها أغارت على قبائل الدنكة، وتمكين الحكومة من إنشاء إدارة مدنية فعالة في بلاد البير. فقاست التجريدة مشاق شديدة من قلة الماء والحبوب ومحاربتها للأعداء في بلاد مجهولة عندها. ولكنها فازت في قتالهم بقيادة الماجور دريك من الطوبجية الملكية، واضطرتهم إلى فتح باب المفاوضة في الصلح.
تجريدة الأنواك:
أرسلت هذه التجريدة للغرضين التاليين: (1)
توقيف تجارة السلاح والذخيرة، وتأديب الأنواك على غزوهم بلاد النوير أخيرا. (2)
الاستعلام عن أحوال تلك الجهات القبلية قصد تحديد حدودها في المستقبل، وكانت القوة التي اشتبكت بالقتال مؤلفة من 11 ضابطا إنكليزيا و21 ضابط مصريا و407 من العساكر بقيادة الماجور لفيسون من أورطة الهوسار الثامنة عشرة.
ففي 4 مارس زحفت من أكويو قاصدة أودنجو، وفي 15 منه التقت بقوة عظيمة شاكية السلاح من العدو، وقاتلتها قتالا شديدا في أجمة كثيفة، فهجم الأنواك عليها بجرأة عظيمة، ولكنهم انكسروا وولوا الأدبار بعد قتال شديد، واستحوذت القوة على أدنجو والقرى المحيطة بها. ومن الأسف أن هذا الانتصار اقترن بخسارة غير قليلة؛ فقد قتل في المعركة ضابطان بريطانيان و3 ضباط مصريون و43 من صف الضباط والأنفار. وجرح ضابط مصري و11 من صف الضباط والأنفار. ولكن القوة كلها أبدت ما لا مزيد عليه من البسالة وحسن النظام مع كثرة ما قاست من العطش الأليم والمشقات العظيمة والقتال الشديد.
هذا وإنه ... إلخ.
الإمضاء: كتشنر (1) احتلال دارفور
بعد واقعة أم درمان توجه علي دينار إلى الفاشر، وجلس على عرش أسلافه بصفته سلطانا على دارفور، وكان يدفع جزية صغيرة، ويرسل هدايا مع بعثة خاصة يوفدها من قبله إلى الخرطوم سنويا، وكان يقبل هدايا من آلات الموسيقى والبنادق.
وفي السنين الخمس الأولى بعد إعادة السودان كان السلطان علي بن دينار يتبادل الكتب الودية مع سلاطين باشا المفتش العام للسودان يومئذ. على أنه لم يكن يعير ملاحظات الحكومة التفاتا. وقد تبين أنه لا يسمح لأي موظف من قبل الحكومة بالدخول في بلاده، وأن أي أوروبي يجرؤ على دخولها فإن عودته لا تكون مؤكدة. وتبلغ مساحة دارفور 140 ألف ميل مربع، وقد دانت هذه المساحة لحكمه ما عدا البقارة في الجنوب الشرقي.
Bilinmeyen sayfa