384

Sudan

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

Türler

بقيت كمية الأربعة عشر مليارا من أمتار الماء التي يستمدها النيل من بحر الغزال وبحر الجبل وبحر الظراف.

فأما بحر الغزال فيمد النيل بماء لا يقل عن نصف مليار من الأمتار المكعبة، ويذهب من مائه هباء خمسة عشر مليارا بسبب التبخر، وبقية الأربعة عشر مليارا يستمدها النيل من بحر الجبل وبحر الظراف، وهذان النهران يفقدان من مائهما أربعة عشر مليارا «أي ضعف الكمية التي يسعها خزان أسوان بعد تعليته» تسيل في الوديان والمستنقعات.

المشروعات

أرى من الضروري أن أتكلم عن نظام الري في مصر قبل أن أتناول موضوع المشروعات التي يمكن القيام بها في أعالي النيل.

إن السنة في مصر تنقسم إلى قسمين: الأول من فبراير إلى يونية، وخلال هذه المدة يتعين إعداد النهر بالمزيد من الماء لكفاية حاجة الأراضي الزراعية. والثاني من أغسطس إلى ديسمبر. وفي هذه المدة تزيد كمية الماء عن حاجة الزراع. أما شهر يناير فتغلق فيه الترع لتطهيرها، ولا تكون ثمة حاجة إلى الماء لغير الملاحة.

ففي موسم الجفاف يرتفع منسوب النيل بفضل ما يخزن في «خزان أسوان» في المدة بين نوفمبر ويناير عندما يكون الماء صافيا وخاليا من الطمي بقدر الإمكان؛ ذلك لأنه من المقرر حتى الآن أن الماء المحمل بالطمي لا يمكن تخزينه بغير تعريض الخزانات لخطر الامتلاء بالطمي. وعليه فقد جرت العادة أن يؤجل ملء خزان أسوان إلى أن يصفو الماء.

وهناك مشروعان هامان يختصان ببحر الجبل أحدهما إقامة سد عند مخرجه من بحيرة ألبرت بقصد إنشاء خزان يسع 20 مليارا من الأمتار المكعبة، والآخر يرمي إلى الاستفادة بقدر الإمكان من ماء المستنقعات في منطقة السدود شبكة من الترع، وهذان المشروعان يتمم كل منهما الآخر، ولا يزال كلاهما في المهد، والمقصود بخزان بحيرة ألبرت الاحتفاظ بماء الفيض الشديد لسنوات الجفاف، ولما كانت جوانب هذه البحيرة مرتفعة فإن كمية التبخر لا ينتظر حينذاك أن تتجاوز نسبتها الحالية إلا قليلا.

وثمة مشروع آخر يراد به إنشاء ترعة في جنوب نهر «بور» بقصد تخفيض فيض نهر السوباط إلى النسبة التي تكفل عدم ضياع مائه. بيد أن هذا المشروع يتطلب كثيرا من الجهد قبل أن يؤتي ثماره.

أما المشروع الأخير فيتلخص في إقامة سد على بحر الجبل عند الجميزة، وتوصيله إلى نهر فيفينيو «فرع البيبور»، وبذلك لا يذهب الماء ضياعا في المستنقعات، بل ينصب في النيل الأبيض عن طريق السوباط.

وهناك مشروعات أخرى كثيرة وضعها مكتب مصلحة الري المصرية في السودان، وسوف تطرح هذه المشروعات على بساط البحث عندما يظهر ما يدعو إلى الحصول على المزيد من ماء النيل الأبيض.

Bilinmeyen sayfa