Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Türler
إن المنافع التي عادت على البلاد من حسن الإدارة البريطانية لا تحصى ولا تعد. وكل مصري تهمه مصلحة بلاده وارتقاؤها يسلم بهذا ويرجو أن تدوم الرابطة بين الأمتين إلى ما شاء الله. وما دام قنال السويس حلقة الاتصال بين أجزاء الإمبراطورية وطريقا لازما للإنكليز فمن الطبيعي أن ترتبط بريطانيا العظمى ومصر بأشد روابط الصداقة والوداد. وزد على ذلك أننا أمة ضعيفة نحتاج إلى صديق قوي يصون أملاكنا من كل اعتداء، ويكون على جانب من الارتقاء والحرية حتى يتيسر لنا أن نسير بإرشاده في معارج الحرية. فبذلك المقام الذي يليق بنا في مصاف الدول، وهذه الشروط متوفرة في إنكلترا. فإن عندها من القوة ما يمكنها من الدفاع عن قطرنا، ولها من معاملة البلاد التي تماثل شؤونها شؤون القطر المصري تقاليد عطف وحرية، ويهمها أن يرتع الشعب الذي يخترق قنال السويس بلاده في بحبوحة الهناء والرخاء.
ثم تكلم عطوفته عن مستقبل مصر فقال:
إنه يجب ضرورة أن نضع لمصر منذ الآن نظاما يكون بمثابة أساس متين مأمون يستطيع أن يقوم بالبناء الذي يريد الجميع إنشاءه. على أن مصر لا تنتظر الآن أن تقطع مسافات واسعة في وقت قصير، بل تؤمل السير خطوة خطوة، وأول ما نتوق إليه أن نرى جمعيتنا التشريعية - التي ليس لها الآن إلا رأي استشاري - تتمتع بالرأي القطعي في الشؤون الداخلية؛ فإن ذلك يساعد على التقدم تدريجيا، وفي ذلك تحقيق لآمالنا وتمكين للروابط التي تربطنا ببريطانيا العظمى.
ثم ختم عطوفته الحديث بالثناء على «ما تركه اللورد كتشنر من آثار الخدمات الجليلة التي أداها للبلاد. (2) خلع الخديوي عباس - وتولية السلطان حسين
في صبيحة يوم 19 ديسمبر سنة 1914 صدر الإعلان التالي بالجريدة الرسمية ونشر في الجرائد السيارة وعلق على الجدران في القاهرة والإسكندرية، وفي جميع أنحاء القطر في الأماكن الظاهرة للعيان:
إعلان
يعلن ناظر الخارجية لدى حكومة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء الملك قد رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوية. وقد عرض هذا المنصب السامي مع لقب سلطان مصر على سمو الأمير حسين كامل باشا أكبر الأمراء الموجودين من سلالة محمد علي - فقبله.
فلما قبل الأمير حسين كامل العرش صدر الإعلان السابق ذكره. وفي اليوم نفسه وجه المستر ملن شيتهام إلى سموه التبليغ الآتي الذي تشرح فيه الحكومة البريطانية الأسباب التي أدت إلى هذا الانقلاب السياسي.
ياصاحب السمو
كلفني جناب ناظر الخارجية لدى ملك بريطانيا العظمى أن أخبر سموكم بالظروف التي سببت نشوب الحرب بين جلالته وبين سلطان تركيا، وبما نتج عن هذه الحرب من التغيير في مركز مصر.
Bilinmeyen sayfa