158

Yollar ve Yöntemler

سبل ومناهج

Türler

فابتسمت ابتسامة كالإجهاشة، فعلمت أنها أدركت مجاملتي لها، ثم قالت: ليس الحق على البنات كما توهمت هذه المرة، لقد ضعف الإيمان بالزواج، فشباب اليوم كالعابور الذي يظهر في أيام الربيع ضعيفا هزيلا لأنه قطع البحر، فلا يصدق حين يبلغ الشط أنه رأى عودا قائما ليقع عليه، تلك حالة شباب هذا الزمن، فهم لا يفكرون بالزواج إلا بعدما يقطعون مسافات من الحياة ينهك قواهم قطعها ... وأما البنات فهن في غرفة الانتظار والرازق الله؛ هذا قصير، وهذا طويل، وهذا غني لكنه جاهل، وهذا ابن بيت ولكنه قبيح الشكل، وهذا ملائم جمالا وشبابا وعلما ولكنه ليس من أصهارنا ... وذاك شاب غني ولكن عينه شاردة، وهذاك يكد ويعمل ولكنه يبدد في سهرة ما يجمعه في شهر، ناهيك أنهم جميعا يريدون العصفور وخيطه: المال والعلم والجمال.

وهناك حجارة جديدة توضع في طريق الزواج وهي خفة رأس البنات، فلو اعتصمن في بيوتهن، وضربن حولهن أسلاكا شائكة مكهربة فلا يدخلها إلا طالب زواج حقيقي، لما حصل ما نراه ونسمعه كل يوم من عقد خطبة ثم حلها بعد أيام.

ينسب إعراض الشباب عن الزواج إلى كبريائنا، فأي زواج ترتجي بعد مساواة المرأة والرجل في الحقوق السياسية؟! أفلا تظن أننا واصلون إلى وقت تخطب فيه البنت الشاب بعدما كان يخطبها هو؟!

فنصيحتي لك ألا تحاول حل هذه المعضلة الشائكة، فالأنثى أقبلت على الزواج حين كانت أبواب الرزق مقفولة بوجهها، أما اليوم وقد صارت في مأمن من ضيق العيش، فهي تؤثر العمل على حجز حريتها.

قلت: ولكن أنسيت يا آنستي أن في الدنيا شيخوخة؟ وأن للأبوة والأمومة لذة تفوق لذة الفرفرة والثرثرة، أما خلقنا الله لنتعاون؟

قالت: نعم، ولكن هذا التعاون الذي كان قد قضت عليه المساواة في الحقوق، والمخلوق الذي له رأسان هو مسخ عجيب، انتظر المشاكل الكبرى عند كل انتخابات، من المختار إلى عضو البلدية إلى النائب، سوف ترى إذ ذاك كل بيت مقسوما على نفسه.

فقلت: وهل عندك حل لما تنذرين المجتمع به؟

قالت: نعم، فإما السياسة وإما العائلة، فعلى من تطمح إلى السياسة أن تنصرف عن شئون البيت.

فقلت: ولماذا تتشاءمين؟ فهذا الرجل ألا يعالج الشئون الأخرى وشئون بيته في وقت واحد؟

فأجابت: لأنه كان متكلا على الأم، ولا أم بعد الآن.

Bilinmeyen sayfa