124

Yollar ve Yöntemler

سبل ومناهج

Türler

إذا مر بي يوم ولم أكتسب يدا

ولم أستفد علما فما ذاك من عمري

وإن العمل الدائم المستمر المنتج هو علامتنا الفارقة في بطاقة الهوية التي حازتها المخلوقات منذ البدء، فالحيوان لا يعنيه غير القوت، حتى إذا ما ملأ بطنه طابت نفسه وقعد يجتر. أما الإنسان المجدد الباحث المكتشف المعمر والمدمر في وقت معا، فهو الذي يعرف قيمة الوقت، وإذا أضاع يوما من عمره يحسب أنه أضاع كنزا.

كثيرا ما تزورنا الأيام بصفة أصدقاء متنكرين، حاملة إلينا أسنى الهدايا، فإذا نحن لم نقبل تلك الهبات تذهب بها سريعا وهي صامتة ولا تعيدها إلينا أبدا .

ما إخال أساطير «الرصد» التي كانت تقصها علينا جداتنا في أيام حداثتنا إلا رمزا للوقت الذي يجب أن نحرص عليه حرصنا على الحياة نفسها، ولأنه يتوارى ومعه كنوزه كما يختفي «الرصد».

قالت الحكماء: الثروة المفقودة يستطاع استرجاعها بالكد والاقتصاد، والمعرفة تسترجع بالدرس، والصحة بالحمية والدواء، أما الوقت المفقود فلن يسترجع أبدا.

كان الرئيس الثاني للولايات المتحدة جون أدمس يشكو ممن يضايقونه بزياراتهم الطويلة المملة فيسلبون وقته، وقد تدارك أحد علماء إيطالية أمر هؤلاء الثقلاء فكتب فوق بابه هذه العبارة: «يجب على كل من يتأخر عندي أن يساعدني في أعمالي.»

أما أحمد فارس الشدياق فكتب فعلا في الجوائب منددا بهؤلاء الزائرين الصباحيين الذين يقتلون وقتهم باللف والدوران، ولا شغل لهم غير التنقل من ناد إلى ناد حيث يرتعون في انتقاد الآخرين واغتيابهم.

إن الرجال العظام يملئون أوقات الفراغ بأعمال من لون غير لون أعمالهم اليومية؛ لتقوى قابليتهم للعمل فلا تمر دقيقة بلا إنتاج.

قال قيصر: «في أهول معامع الحروب كنت حين أجلس في فسطاطي، لا أحرم الوقت الكافي للتفكير في أمور أخرى عديدة.»

Bilinmeyen sayfa