لو واصلت أحدًا سوى أصحابها ... منهمْ لكانَ أخًا لها وصديقا
فسر بها أبو سعيد، وقال: أحسنت والله يا فتى.
وكان في مجلسه رجل نبيل رفيع المجلس منه، فوق كل من حضر في مجلسه، يكاد يمس ركبته، فأقبل على وقال: يا فتى أما تستحي؟ هذا شعري تنتحله وتنشده بحضرتي؟ فقال أبو سعيد: أحقا ما تقول؟ قال: نعم، وإنما علقة مني فسبقتني به إليك، ثم اندفع فأنشد القصيدة حتى شككني - علم الله - في نفسي، وبقيت متحيرًا فأقبل على أبو سعيد وقال: يا فتى لقد كان في قرابتك منا، وودك لنا ما يغنيك عن هذا، فجعلت أحلف بكل محرجة من الأيمان أن الشعر لي، ما سبقني إليه أحد، ولا سمعته ولا انتحلته، فلم ينفع ذلك شيئًا، وأطرق أبو سعيد، وقطع
1 / 23