وبين رجل من أهل المعرة معاملة، فجاء ذلك الرجل، وحاسبة برقاع يستدعي فيها ما يأخذه منه عند حاجته إليه. وكان أبو في غرفة يسمع محاسبتها. قال: فسمع أبو العلاء السمان المذكور بعد مدة يتأوه ويتململ، فسأله عن حاله، فقال: كنت حاسبت فلانًا برقاع كانت له عندي، وقد عدمتها، ولا يحضرني حسابه، فقال: ما عليك من بأس، أنا أملى عليك حسابه، وجعل يملي معاملته رقعة برقعة، والسمان يكتبها، إلى أن فرغ وقام، فما مضت إلا أيام يسيرة، ووجد السمان الرقاع، فقابل بها ما أملاه عليه أبو العلاء، فطابق إملاؤه الرقاع.
والعلم الفرد في قوة الحافظة عبد الله بن عباس، رضى الله عنهما.
قال أبو العباس المبرد
1 / 12