Studies in the Origins of the Arabic Languages
دراسات في أصول اللغات العربية
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Baskı Numarası
السنة السادسة-العدد الثالث-رجب ١٣٩٤هـ
Yayın Yılı
فبراير ١٩٧٤م
Türler
كان منتشرًا في القسم الشمالي من الجزيرة العربية ما يُسمى - بالقبائل العدنانية - وهي التي تنحدر من عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ﵉ فأبو العدنانيين بالإجماع هو إسماعيل ﵇ الذي نشأ في كنف جرهم إحدى القبائل العاربة القديمة، وصاهرهم، وإبراهيم ﷺ من البابليين، من العراق، وأم إسماعيل (هاجر) من مصر، فكأنما أراد الله ﷿ لحكمة عظيمة أن يغذي أصول العدنانيين بكل ذلك، ثم يشاء أن يكمل صهرهم وتهذيبهم باختلاطهم بالقحطانيين بعد الهجرة الكبرى..
ولكن من هو أبو القحطانيين؟ هل هو إسماعيل نفسه؟
هذا هو رأي بعض علماء الأنساب والمحدثين: أن عدنان وقحطان كلاهما من ولد إسماعيل، ومن هؤلاء الزبير بن بكار، وابن إسحاق، وابن حجر العسقلاني١، وعلى هذا القول يتخرج قول النبي ﷺ لناس من أسلم: "ارموا بني إسماعيل" ٢ والمعروف أن أسلم من قبائل الأنصار، والأنصار قحطانيون، وكذلك قول أبي هريرة للأنصار بعد أن روى قصة إبراهيم ﵊ وزوجه سارة: "فتلكم أمكم يا بني ماء السماء"٣.
لكني لا أرى في قوله ﷺ المذكور ولا في قول أبي هريرة ما يدل على أن القبائل القحطانية من نسل إسماعيل لاحتمال أن يكون داخل قبيلة أسلم المخاطبين في الحديث من الخلاف في أصلهم مثل ما داخل غيرها من القبائل التي اختلف في نسبتها إلى القحطانيين أو العدنانيين، هذا مع أنه روى ابن عبد البر من طريق القعقاع بن أبي حدرد أن النبي ﷺ مر بناس من أسلم وخزاعة وهم يتناضلون فقال: "ارموا بني إسماعيل" فيكون في الخطاب تغليب لخزاعة وفيها خلاف هل هي عدنانية أم قحطانية، وروى أحمد والبزار والطبراني عن عائشة أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل فجاء سبي من خولان فأرادت أن تعتق منهم فنهانا النبي ﷺ ثم جاء
_________
١ فتح الباري ٦ -٥٣٧ (ط السلفية بمصر) .
٢ صحيح البخاري - كتاب الجهاد.
٣ صحيح البخاري - مناقب الأنبياء.
1 / 124