بحوث في تاريخ السنة المشرفة
بحوث في تاريخ السنة المشرفة
Yayıncı
بساط
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yeri
بيروت
Türler
يتبعون مذهبه الفقهي فأما العصبية للمدن فقد ظهرت بعد استقرار العرب في المدن المفتوحة واختلاط قبائلهم ببعضها من جهة وبالأعاجم من جهة أخرى حيث حدث تداخل وتصاهر بين الأجناس العديدة التي ضمتها المدينة الإسلامية وقد ضعف نتيجة ذك الشعور بالقبيلة تدريجيا وظهر بجانبه التعصب للمدينة والانتساب إليها مع القبيلة وحل الفخر بالمدينة مكان الفخر بالقبيلة وقد أدت العصبية والمنافسة بين المدن إلى وضع أحاديث كثيرة في فضائل بعض المدن وفي ذم مدن أخرى حتى لا تكاد تخلو مدينة من المدن الإسلامية من أحاديث وضعت لها أو عليها. وقد وضع الكديمي حديثا في فضل البصرة "إني لأعرف أرضا يقال لها البصرة أقومها قبلة وأكثرها مساجد ومؤذنين، يدفع عنها البلاء ما لا يدفع عن سائر البلاد"١.
ووضع محمد بن معبد الرحمن بن البيلماني حديث "يأتي على الناس زمان يكون أفضل الرباط رباط جدة"٢ ووضع ميسرة بن عبد ربه نحو أربعين حديثا في فضائل قزوين٣. ووضع أحمد بن كنانة الشامي حديث "إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن"٤ ووضع أبو عصمة حديثا طويلا في فضائل مدن خراسان واحدة واحدة٥ أما الأحاديث التي وضعت في ذم بعض المدن من قبل المدن المنافسة لها فهي كثيرة جدا أيضا ومن ذلك ما وضعه عمار بن زربي في ذم البصرة وأنه سيكون بها خسف ومسخ٦ وما وضعه أبان بن أبي عياش "الجفاء والبغي في الشام"٧ ومن الأحاديث ما وضع في مدح مدن مجتمعة أو ذم مدن مجتمعة، ولعل ذلك يلقي في بضع الأحياء ضوءا على العلاقات بين المدن
_________
١ ابن عراق: تنزيه الشريعة ٢/ ٥٨.
٢ المصدر السابق ٢/ ٤٦.
٣ ابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة ١/ ٥أ.
٤ ابن عراق: تنزيه الشريعة ٢/ ٥٧.
٥ المصدر السابق ٢/ ٤٧-٤٨.
٦ المصدر السابق أيضا ٢/ ٥٠.
٧ المصدر السابق ٢/ ٥٨.
1 / 42