دراسات في تاريخ العرب القديم

Muhammad Bayoumi Mehran d. 1429 AH
82

دراسات في تاريخ العرب القديم

دراسات في تاريخ العرب القديم

Yayıncı

دار المعرفة الجامعية

Baskı Numarası

الثانية مزيدة ومنقحة

Türler

الجنوب والجنوب الغربي من البحر الميت، وفي شمال العربية السعيدة وغربها، وأن الأنباط كانوا يقيمون في المنطقة الجبلية منها، فضلا عن المرتفعات المتصلة بها في شرق البحر الميت ووادي عربة، وفي جنوب اليهودية، وحتى خليج العقبة، وأما الأقسام الباقية فقد سكنتها قبائل عربية، دعاها الكتاب اليونان والرومان "سبئية"، الأمر الذي تكرر كثيرًا في كتاباتهم عن القبائل التي كانوا لا يعرفون أسماءها، والتي كانت تقطن فيما وراء نفوذ الأنباط والرومان، ولعلهم يعنون بذلك أنها قبائل جنوبية في غالب الأمر١.

١ البكري ٤/ ١٤٠١، سامي أحمد: المرجع السابق ٥٩٧، جواد علي ١/ ١٦٦، وكذا DIODORUS SICULUS، ١١: ٤٨ وكذا A. MUSIL، IN THE ARABIAN DESERT، P.٤٤٩ وكذا A. MUSIL، THE NORTHERN HEGAS، P.٣٠٩

٣- العربية السعيدة: Arabia Feiix وهي أكثر الأقسام الثلاثة اتساعا، وتشتمل على كل المناطق التي دعاها الكتاب العرب -من مؤرخين وجغرافيين- "بلاد العرب"، كما أن حدودها الشمالية لم تكن ثابتة، وإنما كانت تتغير طبقًا للظروف السياسية، التي تقع إلى الشمال منها، ويتجه البعض إلى أن جهل القدماء بداخل بلاد العرب، هو الذي دعاهم إلى احتساب هذا الجزء من بلاد العرب السعيدة أو الخضراء، مع أنه في الواقع يعتبر من بلاد العرب الصحراوية، وأما الجزء الذي يمكن أن يطلق عليه "بلاد العرب السعيدة"، فهو الجزء الجنوبي الغربي، حيث تقع بلاد اليمن١، لغنى محاصيلها وتنوعها، ولاعتدال مناخها، على النقيض من المناطق المستعرة الحر وراءها، وقد أدت هذه الظروف منذ الألف الأول قبل الميلاد، إلى قيام مجتمعات سياسية مستقرة في تلك المنطقة، امتد أثرها إلى الساحل الأثيوبي المقابل في صورة تجارة واسعة، وموجات من المهاجرين المستوطنين٢. وعلى أية حال، فإن الجغرافيين اليونان لم يفرقوا بين بلاد العرب الصحراوية والصخرية، حيث يكون الفاصل بينهما صعبًا جدًّا بالنسبة إليهم، فاعتبار اليونان القسم الشمالي من شبه الجزيرة العربية منطقة واحدة يمكن ملاحظته في تعليق "إريان"

١ محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الإسلام ص٥١. ٢ موسكاتي: الحضارات السامية القديمة ص٣٥، وكذا DIODORUS، ١١: ٤٨

1 / 84