Studies in the Distinctiveness of the Islamic Ummah and the Orientalists' Position on It
دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه
Yayıncı
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
Yayın Yeri
قطر
Türler
درجت في مراقي التقدم الحضاري ثقافة وصناعة) (١).
وهذا التميُّز لا يزال متمثلًا في الأمَّة الإسلاميَّة، وينبغي أن يستمر، قال اللَّه تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٤]، وقال النبي ﷺ: "لا يزال من أُمَّتي أُمَّة قائمة بأمر اللَّه ما يضرهم من كذَّبهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر اللَّه وهم على ذلك" (٢).
٣ - إنَّ تميز الأُمَّة. . . إنَّما يظهر بشكل جلي كلما التزم المسلمون بالإسلام، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٣]، وقال الرسول ﷺ فيما رواه الحاكم عن أبي هريرة ﵁: "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب اللَّه وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض" (٣).
كان هذا التميُّز -وما يزال- مستهدفًا من أعداء الأمة منذ بداية تكوينها بهديه ﷺ، ففي السنة الثانية من الهجرة، وعندما تحولت القبلة إلى الكعبة المشرفة أكثر أعداء الدين -يتزعمهم اليهود- من التنديد بالإسلام إثر هذا
_________
(١) أكرم ضياء العُمَري: الرسالة والرسول: ص ٣٧، ٣٨، (المرجع السابق).
(٢) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: ٨/ ١٨٩، كتاب التوحيد، باب (٢٩)، ترتيب: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق)، وورد في مواضع كثيرة لدى البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي، بألفاظ متقاربة.
(٣) أخرجه الحاكم عن أبي هريرة ووافقه الذهبي: المستدرك عن الصحيحين: ١/ ١٧٢، كتاب العلم، الحديث رقم (٣١٩/ ٣٢)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى ١٤١١ هـ - ١٩٩٥ م عن دار الكتب العلمية، بيروت.
وانظر: مالك بن أنس: الموطأ، تعليق: محمد فؤاد عبد الباقي ٢/ ٦٨٦، الطبعة الثانية ١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م عن دار الحديث - القاهرة، وابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١٨٠ عن دار الكتب العلمية - بيروت.
1 / 21