Struggle with Atheists to the Core
صراع مع الملاحدة حتى العظم
Yayıncı
دار القلم
Baskı
الخامسة
Yayın Yılı
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
Yayın Yeri
دمشق
Türler
بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
وسيتحقق كامل الوعد الإلهي مع تقدم العلمي الإنساني بحثًا عن خفايا الكون وأسراره.
فليَقَرَّ المسلمون المؤمنون بالله أعينا ً، وليمت الماديون الملحدون بالله غيظًا. إن العلم المنصف قد بدأ فعلًا يتحول عن تفسيراته المادية البحتة، التي ملأت الدنيا ضجيجًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، متجهًا إلى تفسيرات أخرى يقترب فيها الدين اقترابًا أزعج المؤسسات الإلحادية إزعاجًا كثيرًا، إذ بدأت تفقد ركائزها التي كانت تلبس ثوب العلم زورًا وبهتانًا، وتصنع مغالطاتها من الفرضيات التي لم تكن قد أخذت مستوى التحقق العلمي، وتصوغ منها مقدمات يقينية، لتدعم سياستها الإلحادية، نظرًا إلى أن الإلحاد يخدم كما عرفنا مصالحها الخاصة.
إن انتصار الحقيقة الكبرى في نهاية المسيرة العلمية قضية مقطوع بها في عقيدة المسلمين، فلا خوف على الدين من العلم الصحيح.
إلا أن داء الهوى وداء التعصب كثيرًا ما يصيبان الباحثين في طريق العلم والمعرفة، كما يصيبان الآخرين من الناس.
يقول المفكر الإسلامي (وحيد الدين خان) (١):
"وبالرغم من هذه التغييرات في دنيا العلم لم يطرأ تغير يذكر على العقلية المنكرة للدين. بل على العكس من ذلك ينهمك معارضو الدين في تدبيج قضيتهم ضد الدين بأساليب جديدة، وليس سبب هذا الموقف اكتشافًا علميًا خطيرًا، وإنما هو التعصب ولا غير. إن التاريخ ليحفل بما لا يحصى من الوقائع التي تبرهن على أن البشر رفضوا الحقيقة - رغم تجليها بوضوح - لأن تعصبهم لفكرة ما لم يسمح لهم بقبولها. وهذا التعصب الأعمى هو الذي جعل العلماء الإيطاليين قبل أربعة قرون يرفضون نظرية (جاليليو) كبديل لنظرية أرسطو القديمة، على الرغم من أن
(١) في كتابه "الدين في مواجهة العلم"".
1 / 319