279

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Yayıncı

دار القلم

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

دمشق

Türler

(١٤) حول المعرفة الدينية والمعرفة بمعناها العقلي والعلمي قال (د. العظم) في الصفحة (٧٢) من كتابه: "ورد معنا ذكر طائفة من المفكرين يقولون: إن المعرفة الدينية تختلف اختلافًا جذريًا وكليًا عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي، لذلك نجدها دائمًا مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل". قبل أن أتابع ذكر بقية كلامه حول هذه المقدمة، لا بد من التنبيه على أن هذا الكلام كذب على الإسلام والمسلمين لا أصل له مطلقًا. إنه لا يوجد واحد من علماء المسلمين يقول: إن المعرفة الدينية تختلف اختلافًا جذريًا وكليًا عن المعرفة بمعناها العقلي، ولذلك نجد المعارف الدينية مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل. فلست أدري من أين جاء بهذه الفرية على الإسلام والمسلمين على المعارف الدينية الإسلامية؟! إن الذي يقوله جميع علماء المسلمين يقضي بأن جميع ما ثبت في الدين يتفق مع مفاهيم المنطق السليم، والعقل الصحيح، والعلم الثابت. وقد سبق أن بينَّا أن التناقض أو التنافي لو وجد فهو ليس بين ما ثبت في الدين بشكل قاطع وما ثبت في العلم أو العقل بشكل قاطع، وإنما بين ما نسب إلى الدين وهو ليس منه وبين الحقائق العلمية الثابتة، أو بين ما نسب إلى العلم وهو ليس منه وبين الحقائق الدينية الثابتة، أو بين ما نسب إلى الدين وما نسب إلى العلم وكل منهما لم تصحَّ نسبته إلى صاحبه. ولكن قد توجد أمور ثبتت في الدين والعقل لا يستطيع مستقلًا أن يثبتها، كما لا يستطيع أن ينفيها، فهي لا تناقض أصول العقل والمنطق ولا تتنافى مع العلم، إنما عجزت الوسائل العلمية عن إدراكها والوصول إلى معرفتها، وعجزت التصورات العقلية عن إدراكها وتحديدها، وهذا شيء يُعزى إلى قصور المعرفة والإدراك، وليس من التناقض ولا من التنافي حتمًا. ونظير هذا يحدث في

1 / 297