Struggle with Atheists to the Core
صراع مع الملاحدة حتى العظم
Yayıncı
دار القلم
Baskı Numarası
الخامسة
Yayın Yılı
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
Yayın Yeri
دمشق
Türler
إن الضجيج يأتي من غوغائية الملحدين، الذين يحاولون أن يقيموا الحرب بين الإسلام والعلم، ليفتنوا الشاب المسلم عن دينهم ولا يأتي من قبل الباحثين الإسلاميين ضد العلم الصحيح، ولئن وجد شيء من الضجيج من قبل بعض المسلمين فهو ضد النظريات المدسوسة على العلم، وهي تخالف العقائد والمفاهيم الإسلامية، على أن هذه النظريات لا يتحمل العلم اليقيني وزرها.
ومن هنا تأتي سفسطة (العظم) فبينما يكون البحث في دائرة التحليل للحقائق على مستوى النظرة المجردة، البعيدة عن الحدود الضيقة لآراء الناس، إذا به يستدل بآراء الناس المختلفة، لإثبات ما ادعاه حول طريقين من طرق المعرفة، ومغالطته هنا تقوم على أساس التعميم العجيب بين الدين ومفاهيم المجتهدين على اختلافهم وجماهير المتدينين من جهة، ويجعل كل أولئك حزبًا متكافلًا متضامنًا، وبين العلم اليقيني والنظريات والفرضيات المنسوبة إلى العلم بغير حق، وجماهير الماديين والملاحدة من جهة أخرى، ويجعل كل هذه حزبًا متكافلًا متضامنًا.
والنتيجة التي يريد أن يستنتجها بهذه السفسطة هي ما يلي:
إذا حصل خلاف بين جزء من الحزب الأول، وجزء من الحزب الثاني فمعنى ذلك أن كل الحزب الأول مناقض للحزب الثاني.
فهل يقبل هذا الكلام الهراء من لديه مُسكة من عقل سوي؟
إنه رفض الكلام الذي سماه كلامًا خطابيًا وقدَّم في استدلاله هذه المغالطة المكشوفة، والسفسطة السخيفة.
مع أن حقائق العلم هي التي تقارن بها حقائق الإسلام، ولا تقارن حقائق الإسلام بالنظريات والفرضيات ومذاهب الماديين غير الثابتة، وأهواء الملاحدة الذين يحاولون أن يتخذوا من العلم دريئة لهم، فلا يقدم لهم غير فرضيات احتمالية لا دليل عليها. هذه ليست بعلم وإن سماها أصحابها علمًا، وحينما يوجد بينها وبين حقائق الدين تناقض فهو تناقض يشرف الدين ويرفع من قيمته، ويجعله مزيجًا من حقائق وظنون وأوهام.
1 / 272