252

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Yayıncı

دار القلم

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

دمشق

Türler

تاريخ الإنسان حكمًا يغلي فيه آدم وحواء وقصتهما في نشأة هذه السلالة البشرية فإن المؤمنين بالدين يقولون له: لقد تجاوزت حدود وسائلك التي تكسبك المعارف الصحيحة، ووقعت في التخيلات الذهنية التي ليس باستطاعتها أن تقدم حقائق علمية. لست أدري ما هي الحقائق العلمية الثابتة القائمة على أدلة يقينية والتي تستطيع أن تلغي فكرة آدم وحواء وقصتهما الواردة في النصوص الدينية؟ أما الافتراضات والتخيلات والاحتمالات الذهنية فليس من شأنها أن تثبت حقائق علمية، ما دام يوجد ما يناظرها ويكافئها في عالم الافتراضات والتخيلات والاحتمالات الذهنية. الواقع أنه لا توجد حقائق علمية تنفي آدم وحواء وقصتهما، أما الداروينية فإنها فرضية لا تمثل الحقيقة من جهة، ولا تملك أدلة إثبات صحيحة، ولا تستطيع أن تنقض خبرًا دينيًا، أو تقوى على ما يفهم من ظاهره حتى نلجأ إلى تأويله بما يتفق مع الحقيقة العلمية، لذلك فإن المؤمنين بالدين لا يعانون تناقضًا في هذه المسألة بين عقيدتهم الدينية ومفاهيمهم العلمي، إنهم يقولون للعم: تابع بحثك حتى تصل إلى اليقين العلمي، الذي لا يرتبط بتقدم في المعرفة أو في الصناعة، أو في الاختراع والإبداع، أو في الحضارة وسعادة الإنسان، وليس من شأن الخلاف العلمي فيها أن يحدث قلقًا وتوترًا، حتى يعطيه سيادة الناقد كل هذه الأهمية. ولكن كيف يجد الملاحدة مشكلات يهزون بها واقع الصدقة المتينة بين الإسلام والعلم؟ إنهم إذا لم يجدوها في الواقع فلا بد أن يصطنعوها بالتزوير والكذب، وبإيجاد النظريات التي ينسبونها إلى العلم، والعلم منها بريء، ويسخِّرون لترويجها عناصر كثيرة يشترونها بوسائلهم المختلفة. وأما اعتقاد المؤمنين بالجحيم والنعيم فهو موضوع يتصل الإيمان باليوم الآخر، وقد شرحنا هذا الموضوع سابقًا شرحًا كشفنا فيه زيف جحود الملحدين، وأوضحنا فيه أن الملحدين لا يملكون أي دليل عقلي أو علمي يستطيعون أن ينفوا

1 / 270