178

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Yayıncı

دار القلم

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

دمشق

Türler

يتناول علمه كل ما يجري في مخلوقاته، حتى ما توسوس به نفوس الناس من غير أن ينطقوا به، ودون أن يسمعه منهم أحد. وأثبت لهم أيضًا أن الملائكة الكرام الكاتبين والملائكة الذين يقبضون الأرواح ويتوفون الأنفس يسجلون كل واحد من الناس أحياءً وأمواتًا، بذواتهم وصفاتهم وأفعالهم وأقوالهم في كتاب حفيظ. وفي الرد على هذا التوهم الذي يحتمل أن يكون مصدر تعجبهم إذ قالوا: "أئذا متنا وكنا ترابًا؟ ذلك رجع بعيد" قال تعالى في سورة (ق/٥٠ مصحف/٣٤ نزول): ﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضَ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ﴾ وأثبت الله إحاطة علمه بكل صغيرة وكبيرة في مقام عرض إنكارهم للساعة وذلك على سبيل الرد عليهم فقال تعالى في سورة (سبأ/٣٤ مصحف/٥٨ نزول): ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ وشاهد هذا الشمول العلمي لله تعالى سير كل شيء في هذا الكون ضمن نظام محكم دقيق لا يعتريه أي خلل، وهذا يسقط توهمهم. وفي بيان إحاطة علمه تعالى بما توسوس به نفوس الناس دون أن يطلعوا عليه أحدًا، قال سبحانه في سورة (ق/٥٠ مصحف/٣٤ نزول): ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ وفي بيان مراقبة أقوال الناس وحفظها قال الله تعالى في سورة (ق/٥٠ مصحف/٣٤ نزول): ﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾

1 / 192