Struggle of Thought and Conformity
صراع الفكر والاتباع
Yayıncı
مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
Yayın Yeri
الجيزة - مصر
Türler
وَلِمَ لا يمسكون، ولأمير المؤمنين لا يخبرون! وهو أمر جَلَلٌ؟ !
فالرأي صار حَكَمًا، والعقل أصبح مرجعًا لفهم القرآن دونما الأثر والاتباع.
فأخذه عمر، وجلده، ثم حبسه، ثم جلده، وحبسه ثم جلده، وحبسه ثم قال صَبِيغٌ: يا أمير المؤمنين، إن كنت تريد قتلي فاقتلني، ولكن قد ذهب الذي أشكو، فنفاه إلى العراق، ومنعه من مجالسة الناس، ثم صلح حاله، فلما قامت فتنة الخوارج -فتنة الفكر والتقول على الله تعالى بغير علم- جاء الناسُ صَبِيغًا، فقالوا:
قم يا صبيغ، فقد جاء دورك، فقال: أَدَّبَنِي الْعَبْدُ الصَّالِحُ. (١)
فَتَدَبَّرْ هذا الجزاء القاسي، والتأديب الشديد من أمير المؤمنين، سيد المتبعين في زمانه، لِمَنْ أراد أَنْ يُعْمِلَ عقله، ويُحكِّمه على كتاب خالقه العليم الخبير.
وَسُئِلَ عطاء عن شيء، فقال: لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيه برأيك؟ قال: «إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ أَنْ يُدَانَ فِي الْأَرْضِ بِرَأْيِي» (٢).
فهذا حال عطاء ﵀ .. وما أدراك ما عطاء بن أبي رباح ...
قال الذهبي (٣) عن عطاء هذا: «شَيْخُ الْإِسْلَامِ، أَدْرَكَ مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ».
وقال ابن عباس: «تَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَعِنْدَكُمْ عَطَاءٌ حَجَّ سَبْعِينَ
(١) الدارمي (١/ ٦٧) والآجري في الشريعة (١٤٨) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٨/ ٣٣٠) وابن وضاح (٥٦) وذكره الخلال (٢٢٨) والشاطبي في الاعتصام (١/ ٨٠) وابن حجر في الإصابة (٣/ ٢٥٨) وغيرهم. (٢) الدارمي (المقدمة رقم ١٠٧). (٣) سير أعلام النبلاء (٥/ ٧٨).
1 / 39