146

Statements of Umar bin Abdul Aziz on Belief

الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة

Yayıncı

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

وهذا الورع قد يوقع صاحبه في البدع الكبار، فإن ورع الخوارج، والروافض والمعتزلة ١، ونحوهم من هذا الجنس، تورعوا عن الظلم، وعن ما اعتقدوه ظلما من مخالطة الظلمة في زعمهم، حتى تركوا الواجبات الكبار من الجمعة والجماعة، والحج والجهاد، ونصيحة المسلمين، والرحمة لهم، وأهل هذا الورع ممن أنكر عليهم الأئمة، كالأئمة الأربعة، وصار حالهم يذكر في اعتقاد أهل السنة والجماعة. ٢- الجهة الثانية من الاعتقاد الفاسد أنه إذا فعل الواجب، والمشتبه، وترك المحرم، والمشتبه فينبغي أن يكون اعتقاد الوجوب والتحريم بأدلة الكتاب والسنة، وبالعلم، لا بالهوى، وإلا فكثير من الناس تنفر نفسه عن أشياء لعادة ونحوها، فيكون ذلك مما يقوى تحريمها واشتباهها عنده، ويكون بعضهم في أوهام وظنون كاذبة، فتكون تلك الظنون مبناها على الورع الفاسد، فيكون صاحبه ممن قال الله تعالى فيه: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى﴾ ٢ وهذا حال أهل الوسوسة في النجاسات: فإنهم من أهل الورع الفاسد المركب من نوع دين، وضعف عقل وعلم، وكذلك ورع قوم يعدون غالب أموال الناس محرمة أو مشتبهة أو كلها، وآل الأمر

١ مجموع الفتاوى ٢٠/١٤٠. ٢ الآية ٢٣ من سورة النجم.

1 / 167