208

Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1

ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى

Türler

وكان ذلك الجزاء المذكور للمؤمنين عند الله فوزًا عظيما، فهذا ما يفعل بالمؤمنين في ذلك الفتح المبين.
وأما المنافقون والمنافقات، والمشركون والمشركات، فإن الله يعذبهم بذلك، ويريهم ما يسوؤهم؛ حيث كان مقصودهم خذلان المؤمنين، وظنوا بالله الظن السوء، أنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، وأن أهل الباطل، ستكون لهم الدائرة على أهل الحق، فأدار الله عليهم ظنهم، وكانت دائرة السوء عليهم في الدنيا، وغضب الله عليهم بما اقترفوه من المحادة لله ولرسوله، ولعنهم أي: أبعدهم وأقصاهم عن رحمته وأعد لهم جهنم وساءت مصيرًا (١).
وفي تقديم المنافقين على المشركين دلالة على أنهم أشد منهم عذابًا وأحق منهم بما وعدهم الله به.
ثم وصف الفريقين - المنافقين والمشركين-، فقال: ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ﴾، وهو ظنهم أن النبي ﷺ يغلب وأن كلمة الكفر تعلو كلمة الإسلام.
ومما ظنوه ما حكاه الله عنهم بقوله: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا﴾ (٢) عليهم دائرة السوء أي: ما يظنونه ويتربصونه

(١) تفسير السعدي (ص: ١٦٦٧).
(٢) [الفتح: ١٢].

1 / 208