Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Türler
.. وبذلك التفصيل تعلم أيها المسترشد – علمني الله وإياك – أن كل موطن ورد فيه مدح الإنسان والثناء عليه لاتصافه بالعقل، أو جاء فيه ذمه، والحط عليه لعدم اتصافه بالعقل فالمراد منه في الحالتين العقل بالاعتبار الثاني، وهو العقل المسموع، فاسمع ولا تكن من الغافلين، قال الله – جل وعلا –: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ العنكبوت٤٣، وقال – ﵎ –: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾ آل عمران١٩٠، وقال – ﷻ –: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ ص٢٩، وقال – جل ثناؤه –: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ الرعد١٩ والزمر ٩، وقال تعالى شأنه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى﴾ طه٥٤ وقال – عز سلطانه –: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾ الفجر٥، وقال – ﷾ –: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ ق٣٧ ففي جميع هذه الآيات الكريمات وقع الثناء على الإنسان باعتبار اتصافه بالعقل بالمعنى الثاني، وهو العقل المسموع، وجاء التعبير عنه باللب لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه كاللباب واللب من الشيء، وأطلق عليه النُهْية لكونه ينهي عن القبائح، وسمي بالحِجْر لأن الإنسان في منع منه مما تدعو إليه نفسه (١) .
(١) انظر إيضاح ذلك في المفردات: حرف اللام: (٤٤٦)، وحرف النون: (٥٠٧)، وحرف الحاء: (١٠٩)
1 / 90