Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

Abdul Rahim Al-Tahan d. Unknown
79

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Türler

.. ولذلك كان الاسترسال في مناقشة تلك الشبهة وتفنيدها كالاسترسال في مناظرة مكابر ينكر طلوع الشمس مع ظهورها ووضوحها، ولا شك أن الإعراض عن هذا وذاك مما يكرم العقول ولا يهينها، ويحفظ المروءة ويصونها، ويكرم الأديان ولا يشينها، قال الإمام الطِيْبيّ – طيب الله نراه –: إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر، ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج، لأن العلم باستغناء الله – جل وعلا – عن الموجود أمر ضروري لا يقبل المناظرة، ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله – ﷿ – والاعتصام به (١) . الشبهة الثانية: تتلخص في أنه إذا كان الله – ﵎ – خالق كل شيء ومدبره، وهو على كل شيء قدير، فهل يقدِر أن يخلق مثله، أو لا يقدر؟.

(١) انظر قول الطِيْبيّ في فتح الباري: (٦/٣٤١) والطيبي بكسر الطاء المشددة نسبة إلى الطِيْب: بُليدة بين واسط وخوزستان كما في مراصد الاطلاع: (٢/٨٩٩) واللباب: (٢/٣٩٤)، وهو الحسن ابن محمد بن عبد الله الطيبي كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنة، مقبلا ً على نشر العلم متواضعًا حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة، مظهرًا فضائحهم، كان يشتغل بالتفسير من شروق الشمس إلى زوالها، ومن ثم على العصر في شرح صحيح البخاري توفي سنة ٧٤٣هـ بعد أن فرغ من درس التفسير، وتوجه إلى مجلس الحديث، فصلى النافلة وجلس ينتظر الصلاة فقضى نحبه – عليه رحمة الله تعالى – انظر ذلك وغيره من ترجمته العطرة في الدرر الكامنة: (١/١٥٦-٢٥٧) وطبقات المفسرين للداودي: (١/١٤٦-١٤٧)، والبدر الطالع: (١/٢٢٩) وشذرات الذهب: (٦/١٣٧-١٣٨)، وبغية الوعاة: (١/٥٢٢-٥٢٣) وكشف الظنون: (١/٧٢٠)، ومفتاح السعادة: (٢/١٠١-١٠٢) .

1 / 79