Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Türler
٣- الواحد يثبت مدلوله ولا يتعرض لنفي ما سواه، ولذلك يستعمل في الإثبات، تقول: رأيت رجلا ً واحدًا، أما الأحد فيثبت مدلوله، ويتعرض لنفي ما سواه، ولذلك يستعمل في النفي، تقول: ما رأيت أحدًا، ولذلك لما قال ربنا – جل وعلا –: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " أتبعه بقوله: "لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" (١)
وعلى هذا، فلفظ "الأحد" في أسماء الله – جل وعلا – مشعر بوجوده الخاص به، الذي لا يشاركه فيه غيره، فهو واحد في ربوبيته وألوهيته.
... ولفظ "الصمد" يدل على بطلان تلك الوسوسة وفسادها، لأم هذا الاسم الكريم، يدور على معنيين، إليهما ترجع جميع أقوال المفسرين:
المعنى الأول: السيد الكامل سُؤدُدِهِ، المصمود إليه في الحوائج، المقصود في الرغائب، المستغاث به عند الكروب والمصائب.
_________
(١) من سورة البقرة: (١٦٣) وذلك لأنه قد يخطر ببال أحد خاطر شيطاني فيقول: هب أن إلهنا واحد فلغيرنا إله غيره، فقال "لا إله إلا هو" كما في شرح الطحاوية: (٥٥) وانظر إيضاح ما تقدم وتقريره في مفاتيح الغيب: (٣٢/١٧٨-١٧٩)، وفتح الباري: (١٣/٣٥٧)، وفيه: (ب، ج) فقط، وفي روح المعاني: (٣٠/٢٧١-٢٧٢)، ولوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات: (٣٠٨-٣١٤) تفصيل وإسهاب في الفرق بين الأحد والواحد، وما يتعلق بذلك فانظره إن شئت، وفي شرح أسماء الله الحسنى للزجاج: (٥٨): قال أهل العربية: "الأحد" أصله "وحد" ثم قلبت الواو همزة، وهذا في الكلام عزيز جدًا أن تقلب الواو المفتوحة همزة ولم نعرف له نظيرًا إلا أحرفًا يسيرة منها: أناة، وانظر لسان العرب "وحد": (٤/٤٦١) .
1 / 69