193

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Türler

واعلم – علمنا الله جميعًا – أن السلف الصالح لم يكرهوا علم الكلام وذموه لمجرد كونه اصطلاحات جديدة على معان ٍ صحيحة، ولا كرهوا أيضًا الدلالة على الحق والمحاجة لأهل الباطل، إنما كرهوه وذموه وحذروا منه لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق الثابت في الكتاب والسنة، وأفظع ذلك وأشنعه ما اخترعوه من المقايسة بين الخالق الجليل، والمخلوق الحقير، فأخضعوا صفات الرب المجيد لما هو معرفٌ في صفات العبيد، ثم رتبوا على ذلك نفيها، وتعطيل الرب – جل وعلا – عنها (١) ولأصحاب الكلام غير ذلك من الضلالات والآثام التي تَقْشَعِرّ منها جلود المؤمنين الكرام، وستقف على شيء من ذلك في آخر هذا المبحث إن شاء الرحمن.

(١) ولذلك قال الإمام ابن الجوزي – عليه رحمة الله تعالى – في صيد الخاطر: (٢٦٧) أصل كل محنة في العقائد قياس أمر الخالق على أحوال الخلق، وكل من قاس صفة الخالق على صفات المخلوقين خرج إلى الكفر، ثم مثل على ذلك بما يلزم الرجوع إليه.

1 / 193