Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Türler
قال عبد الرحيم – أكرمه الله بجنات النعيم –: ليت شعري أي عقل سنحتكم إليه، ونعول عليه إذا جعلناه أصلًا للدين، ومصدرًا للتشريع القويم؟ أعقل بيجن أم لينين؟ أو عقل كارتر أم عباد الشياطين؟ أو عقل عباد البقر، أم عباد الفروج؟ أو عقل عباد الأصنام أم زنادقة الأنام؟ وبعض هؤلاء ذكاؤه مشهود، لكنه لا يرتفع عن مستوى الثعالب والقرود، إذ لا خير في ذكاء لم يصحبه زكاء، ولن يحصل ذلك إلا بوحي رب الأرض والسماء، ففتح باب التعويل على العقل بدون الاهتداء بالنقل فتح لباب الفوضى على مصراعيه، ليقول من شاء ما شاء، وليس بعد هذا البلاء بلاء.
ومن أجل ذلك ذم سلفنا الكرام علم الكلام، وحذروا منه أهل الإيمان، وحكموا على أتباعه بالزيغ والعصيان، قال الإمام الشافعي – عليه رحمة الله تعالى –: لأن يلقى العبد ربه بكل ذنب خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من علم الكلام، ولقد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننت مسلمًا يقوله وحكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من تلك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام، وقال في ذلك شعرًا:
كلُ العلوم سوى القرآن مشغَلة ٌ ... إلا الحديثَ وإلا الفِقْهَ في الدين ِ
العِلمُ ما كانَ فيه قالَ حَدّثَنَا ... وما سوى ذاكَ وسْواسُ الشّياطِينِ
1 / 188