Sources of the Prophet's Biography
مصادر تلقي السيرة النبوية
Yayıncı
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Türler
لقد حفظ الله تعالى هذه الأخبار عن نبيه ﷺ من الضياع والتحريف، والمبالغة، والتهويل، بأن هَيَّأ لها جهابذة المحدثين ليعتنوا بها، ويدونوا أصولها الأولى، قبل أن تتناولها أقلام المؤرخين، والقصاصين، وهذه ميزة لمصادر المغازي والسيرة النبوية وكتبها المتخصصة لم تتوافر لغيرها من كتب التاريخ والأخبار (١) .
والحقيقة أن هذه المصنفات الأولى لهؤلاء الأعلام، معظمها مفقود كمدونات، لكن الجيل الثاني حفظها عنهم، واعتمد عليهم، ونقل كثيرًا عنهم بطريق الأسانيد، طبقة بعد طبقة، وجيلًا بعد جيل، وكانت هذه هي الأساس للمصنفات التي جاءت بعدها (٢) .
كانت هذه البدايات في المدينة المنورة ضمن دراسة الحديث مع إعطاء جانب المغازي عناية خاصة، ثم تطور هذا الأمر إلى الأخذ بعين الاعتبار، حياة الرسول ﷺ على نحو يتجاوز الاقتصار على نواحي التشريع (٣) .
وسميت هذه الدراسات الأولى لحياة الرسول ﷺ باسم المغازي، وتعني لغويًا غزوات الرسول ﷺ وحروبه ولكنها كما أشرت تناولَتْ في الحقيقة فترة الرسالة كلها (٤) .
ثم تَقَدَّمت كتابة السيرة خطوة كبيرة، إذ دون بعض التابعين وتابعوهم من الحفاظ معظَم ما ورثوه عن أسلافهم الصحابة ﵃ ممَّن لهم عناية بهذه الأخبار (٥) .
_________
(١) السيرة النبوية الصحيحة: ١/٦٥.
(٢) بتصرف، انظر السيرة النبوية الصحيحة: ١/٦٦.
(٣) نشأة علم التاريخ عند العرب: ص:٢٠.
(٤) نشأة علم التاريخ عند العرب: ص:٢٠، مغازي الواقدي: ١/١٩.
(٥) المغازي الأولى ومؤلفوها: ص: و.
1 / 45